الميقاتي بدل عن ضائع!
اختلف أعضاء الكارتيل السياسي المافيوي في لبنان حول الأسماء والصلاحيات فسقط الحريري في سلّة المهملات، ووقع لبنان في المحظور، بعد مماطلة دحرجت اقتصادنا، وافرغت جيوبنا، وبددت مدخراتنا، وافلست مصارفنا، وجوّعت شعبنا. ويسألون لماذا نطالب بنصب المشانق في الساحات العامة، ونحن ضدّ حكم الاعدام؟
لأنهم بكل بساطة اعدموا شعب بكامله، ومن حقّه المبادرة بالمثل.
فاجأنا الرئيس وصهره بطرح نواف سلام، ربما نكاية بفلان وفليتان كما جرت العادة، فيما الحريري وعصابة الرؤساء السابقين اقترحوا “بدل عن ضائع”، نجيب ميقاتي، الوجه الآخر للعملة نفسها مع فارق بسيط وهو انه يتمتّع برضا سعودي نسبي، او على الاقل لا يكنّ له ولي العهد العداء كما للسعد. لكن ماذا بالنسبة الى شعب جائع غاضب ثائر يطالب بالتغيير..تغيير النهج لا الاسماء؟ وهل الميقاتي هو فعلا الرجل الافضل في هذا الظرف الدقيق والمتفجر؟
تجربتنا مع الميقاتي اثبتت انه رجل اعمال ناجح، لكنه ضعيف في مواجهة وادارة الازمات. والبرهان انه استقال سابقا عند اول تحرك في الشارع، غير مبال لنصائحنا باستيعاب الهيجان المرحلي وتكملة مهامه. وللتذكير، من كان وراء “التهييج” لاسقاطه هو فؤاد السنيورة، الذي يبايعه بحماس اليوم.. لحرقه من جديد.
الخلَف وثمن السلَف!
غير صحيح ان الفرنسيين هم الذين اقترحوا ميقاتي، لقد تلقوا رسائل من مسؤولين لبنانيين طرحوا اسمه كبديل مقبول من الحريري سنيا ومن الثنائي الإلهي شيعيا. وللتوضيح “اصدقاء فرنسا والمسؤولون الفرنسيون” كثر لكن الرئيس ماكرون يعتبر ان الخيار لبناني بحت، وأن الاهم ليس شخص الرئيس بل شكل الحكومة وقدرتها على كسب ثقة المجتمع الدولي.
رغم انتقادات الداخل، لن تعترض دول القرار على تسمية نجيب ميقاتي، لكن الجميع سيحمّله مسؤولية الانهيار لو اختار مسار سلفه التعطيلي، وسيدفع عندئذ النجيب الثمن الذي تنحى السعد لتفاديه.
جوزف مكرزل