بإسم الشعب اللبناني!
حيث انّه ثبت انّ القابعين على كراسيهم “ضميرهم مرتاح” في مقهوريّة شعبهم، فيما قبضتهم على مفتاح الجمهورية لتوريثها الى من يستبسل في التسليم لأي شبه طاغية ليبلغ مبتغاه،
وحيث انّه ثبت انّ بين الرئيس المعتذر المكلّف بالبقاء والرئيس المكلّف بالاعتذار، بلغت بهدلة المقام اللبناني حدّ تطاول السفراء وتماديهم في تقاسم اشلاء وطن،
وحيث انّه ثبت انّ رأس المافيا المستحكِمة يبغي القضاء على آخر لبناني بهدف مقارعة الخصوم،
وحيث انّه ثبت انّ المتثعلبين يتسربلون يثياب العفاف حدّ تلويث ما بقي من نقاءٍ بصوَرهم، وصبغها بعبارات أشرف الناس وأقدسهم وأعقلهم،
وحيث انّه ثبت انّ حاكم بيت المال وطغمته حوّلوا اللبنانييّن مدينين بفتات حقوقهم حتى انقضاء الدهر، بعدما كان لبنان دائناً بالليرة للدول النامية مطالع الماضي،
وحيث انّه ثبت انّ من تنصّب مرشد الجمهورية عزل لبنان عن ذاته ومحيطه والعالم، مبشّرًا بتغيّير ما تبّقى من شواهد النظام الذي دنّسه،
لذلك، أدينكم، جميعاً، بالتكافل والتضامن، سنداً الى الشرائع السماويّة والأرضيّة:
– بجرائم إبادة شعب جسديّاً ومعنويّاً، وإستغلال آلامه، وأذلاله وسرقته وتجويعه، وتحويله الى مستعطٍ على ابواب الأمم: وهي جرائم تطاول جوهر جوده،
– والقضاء على روحه ومحو هويّته وسحق حضارته: وهي جرائم تستهدف فاعليّة حضوره،
– وانتهاك دولته وإغتصاب مؤسّساته وتفكيك كيانه: وهي جرائم تقضي على شراكته الوطنيّة وصداقاته الدوليّة.
وهذه الجرائم مجتمعةً تشكّل أفظع أشكال الجرائم ضدّ الانسانيّة، سنداً الى “الإعلان العالمي لحقوق الانسان” الذي كان للبنان الدور الجوهري في صياغته.
وليُحكَم عليكم:
لا بأعواد المشانق لكي لا تستحقوا شرف الشهداء،
بل حرقاً،
على ان تُطمَر بقاياكم في مكبّات النفايات التي لوّثتم بها الأرض التي داستها أقدام المرسلين فقدّستها، وأغوت الانبياء فتطّهروا بها.
حكمٌ غير قابل لأيّ طريق من طرق المراجعة، يُنفّذ على أصله.
غدي م. نصر