بلد الأزلام والأوهام!
عندما قلنا للدكتور المكلَّف – المعتذر مصطفى اديب أن الحريري والسنيورة يعرقلانه للحؤول دون دخوله ناديهما كونه سيحظى بثقة الشعب، اعتبر ربما أننا نبالغ كوننا لا نثق بالرجلَين، لكن بعد الاختبار تبيّن أننا على حق. وفجأة ما كان محرّماً على اديب أصبح مشروعاً للحريري وكأنه يحق لهذا الأخير ما لا يحق لغيره، باعتبار أنه ملك أو ربما ملاك؟ بل صانع أعاجيب إذا استمعنا الى أبواقه-الأزلام، والإعلاميين المأجورين الذين يأكلون من معجنه ويبيعوننا أوهاماً.
لا يا جماعة، الحريري ليس قديساً، أنه يعرف بكل بساطة من أين تؤكل الأكتاف، وكيف تُشترى النفوس ليتحوّل الإنسان الحرّ الى مملوك! أما بالنسبة الى الإنجازات التي سيحققها، اسألوا ما فعله سابقاً وكيف أوصلنا الى القعر، ومن ثم تساءلوا كيف سيحقق اليوم ما عجز عنه البارحة.لألوا
الأعجوبة اللبنانية!
صحيح أن الحريري اتخذ في السابق مواقف وطنية شجاعة أغاظ من خلالها “المعلّم” السعودي، لكن الحصيلة لم تكن لصالح لبنان-الوطن بل لمصلحة المافيات المتحكّمة به. أما اليوم فمن غير المنطقي أن يرضخ لشروط “حزب الله” كونها تفقد الحكومة الثقة الدولية، ما يعني استمرارية المقاطعة، كما أنه سيضطر إلى إدخال باقي الفرقاء في لعبة توزيع الحقائب، بالتعاون مع الرئيس الذي هو شريك فعلي في التأليف وليس “مصدّق معاملات”. وهذه ربما الصلاحية الوحيدة التي تركها له الدستور الطائفي.
وكي ننصفه، قد يحقق السعد، إذا شكّل بسرعة، بعض الإصلاحات في الأشهر المقبلة تلجم التدهور وتفتح مجال إعادة الدورة الإقتصادية ولو ببطء. يبقى عامل الثقة المفقود والذي يحول دون انطلاقة فعلية للاستثمارات الحيوية. وكي تأتي الثقة المحلية والدولية علينا تفادي صيغة الحكومة السابقة التي نهشَتها حيتان الطوائف وغيلان الإقطاع وذئاب المال.
أمَلنا أن يستعيد المجتمع المدني عنفوانه ليحقق مرة جديدة “الأعجوبة اللبنانية”!
جوزف مكرزل