تحرروا ليتحرر الوطن!
ليس كلّ مَن في منزله حزبي ولا كلّ من اختار النزول الى الشارع للتعبير عن رأيه مستقلّ وغير تابع لأي حزب إلا للوطن. فلو كان الشعب كل الشعب أو على الأقل الشريحة التي تشارك في التحركات في الشوارع متحررة كلياً من الأحزاب والانتماءات المسممة للمجتمع لكنّا بألف خير! مَن شارك في تحركات الشارع في بداية الثورة واليوم فقدَ الحماس ليس مستسلماً ولا باع حقوقه ولا شبعان كرامة … لكنّ الشارع لم يعد حراً! والتحركات لم تعد تعبّر عن رأيه ولا تلبي تطلعاته ولا يرى فيها سبيلاً لتحقيق خلاص لبنان من أيدي الحثالة الحاكمة.
فإن كان قراركم بالاستمرار الساحة لكم، لكن كفّوا عن انتقاد من اختار ألا يشارككم الساحة كما لكم أسبابكم فله أسبابه. إذا كنتم على قناعة بأن الشوارع ستأتي لكم بحقوقكم وتكفيكم للتعبير عن غضبكم وإن كنتم مستعدين لتلقي القنابل المسيلة والرصاص المطاطي في وجوهكم فلكم الخيار ولكن كفّوا عن تعيير من اختار عدم المشاركة بالجبان أو بخاروف الحزب والسلطة لأنه قد يكون حراً أكثر منكم وكما أنتم تحاربون فهو يخوض حربه الخاصّة.
صبّوا غضبكم وانتقاداتكم على من يمررون كلّ يوم صفقاتهم من وراء ظهوركم على مَن يرفضون أي حلّ يطيح بهم عن الكراسي ولو على حساب قتلكم وقتل الوطن. تثقّفوا تعلّموا وخططوا ليكون شارعكم مدرسة للأجيال لا زريبة لـ “خراف” الأحزاب التي تدوس على أوجاعكم تحت شعار “المعارضة” لتأخذ بـ “التار” ممن وعدها ولم يفِ وستدوس على رقابكم لتضمن مكانتها في العهد المقبل! اصحوا قبل فوات الأوان! إن لم تتحرروا وتُحرروا فكركم من التبعية لأي كان فكيف ستتمكنون من تحرير الوطن؟!
ايليانا بدران