تعبثون بورد الحدائق تشوّهون قصائد الشعر!
وتريدون منا أن نؤمن ان المجلس النيابي المقبل بأكثريته سوف يمسك بزمام السلطة في لبنان، وان النتائج مهما كانت، مقبولة لدى الجميع.
نريد فعلاً ان نؤمن بأن اللعبة الانتخابية لن تتجاوز سلوكها المساحة الديمقراطية بممارستها، كي لا تسقط في دوامة (لقد فات الاوان) .
نريد فعلاً ان نؤمن بأن الطرقات سوف تعيش حريّتها دون عصي “سكاكين” او بلطات، او حجارة، دون رصاص، دون حقد، دون اغتيالات.
نريد فعلاً ان نؤمن بأن من سوف يتوجّه بانتصاره لمصالح لبنان السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية. فكم نحن بحاجة للطمأنينة والهدوء.
نريد فعلاً ان نؤمن بأن الخاسر، سوف يتحوّل الى معارضة حقيقية للتصحيح وردع الاعوجاج والاخطاء المرتكبة وليس لمجرّد الاعتراض والتعطيل والوصول بالبلاد الى حياة القرف والانفجار.
نريد فعلاً ان نؤمن بأن استحقاق الانتخابات النيابية لن يكون كما يتردد في العلن والخفاء هو الاستحقاق الاخير وأن الفوضى هي العنوان الوحيد المطروح على الساحة اللبنانية للمرحلة المقبلة وان التركيبة اللبنانية المبنية على الطوائف الـــ18 المثال الحقيقي للتعايش المسيحي الاسلامي.
نريد فعلاً ان نؤمن بأن الناس في لبنان ليسوا بقطعان غنم ليساقوا حسب رغبة الراعي ومزاجيته في خيار الذبح وان الرأي الحرّ في خيار ممثلي الأمة سيرتدي عباءة بيضاء تلمع كبياض الثلج رائحتها تفوح من نسيم الريح وليس من آبار النفط والبارود.
نريد فعلاً ان نؤمن ان الذين سوف يأتون من المهجر للتصويت يكون لهم شرف التغيير، وتبديل الوجوه الثابتة، لا ان يكون حضورهم دعوة من اصحاب النفوذ مدفوعة التذاكر والاقامة والترفيه.
لن ندعكم تحرقون الغابات، تلوثون الفجر، تعبثون بورد الحدائق، تشوّهون قصائد الشعر، تدعسون بأقدامكم ما تبقى من الآمال والأمنيات.
جهاد قلعجي