تغيير زمن السّياسة!!!
اختلف زمن السّياسة اللّبنانيّة، بعد أن تقاسمته وجهات الدّول الخارجيّة، وعندها بدأ نحيب السّياسة اللّبنانيّة يصدح بصوت الحقّ رويدًا رويدًا، وكأنّ نحيبه لم يعد محبّبًا، وبالتالي التّعامل معه لا يحتاج إلى “إذن أو دستور“، فالحدود مشرّعة، والطّبول مستنفرة، والحلول معقّدة، وكلّ ما تحتاجه السّياسة الخارجيّة،هو اتّصالٌ بسيطٌ مشروطٌ بمواقف تناسبها، عندها يصمت النّحيب، وتختفي معالم التّهليل والتّبجيل، وكلّ هذا لأنّ “الأوكي” ستنعقد جلستها!!
وأمام هذا الخيار التّغييريّ الخارجيّ، توجّهت السّياسة اللّبنانيّة إلى وصف أصحاب” الأوكي”بأنّهم مراهقون!
أين نحن من الموقف السّياسي اللّبنانيّ الحقيقيّ؟ أين نحن من العلاقة التّنظميّة اللّبنانيّة بين الأفراد والدّولة؟ فالجواب: محكّمةٌ غربيّة، أمّا التّنفيذ، فهو شرقيٌّ بامتياز، وهنا يظهر مشهد عرض العضلات مجدّدًا” والقوي يهدي”.
كلّنا نعلم أنّه في الحالات الاجتماعيّة غير الطّبيعيّة، يعتبر فقدان الوطن ليس إلاّ ذريعةً كاذبةً متمثلةً بالتّبعيةٍ على جميع الصّعد. لماذا هذه التّبعيّة الموروثة في السّياسة؟ فوجود التبعيّة بين شخصين تعمل على تدميرهما معًا، فكيف إذا كانت مغلغلة في داخل السّياسية اللّبنانيّة؟ وكذلك متعدّدة الأجناس والأطراف؟ بالطبع، هذا ما يجبرنا نحن المواطنين على فقدان المناعة الحياتيّة…وكلّ هذا بفضل شعار” تّغيير زمن السّياسة“.
من قال لكم إنّنا نريد نزاعاتكم الشّخصية، وهل باعتقادكم أنّ نزاعاتكم هي الحلّ المطلوب؟ لماذا تريدون من خلالها تدمير طموحاتنا المعيشيّة.؟
من هو المنازع المنشود؟ وما هو المقصود من مراكزكم النّزاعيّة؟ وما هي مواقفكم الحقيقيّة؟ وهل يمكن أن يتفوّق منازعٌ على آخر؟ للإجابة على هذه التّساؤلات، عليكم يا حكامنا أن تعرضوا الموضوع بين بعضكم بعضًا، وإلاّ التّنازع السّياسيّ الدّوليّ سيقع على رؤوسكم، عندها تصبح نزاعاتكم الدّاخليّة مجرّد أقصوصة خارجيّة…
هذه هي قصّتنا السّياسيّة في داخل لبناننا الحبيب؟
صونيا الأشقر