تنصيب ع مين؟
حفل تنصيب واحد أميركي يحوز على اهتمام عالمي شامل. خلاف دام لأشهر بين رئيس انتهت ولايته ومنافسه على سدّة الرئاسة انتهى باحترام كليهما للدستور من دون عرقلة وفراغ، وبالتزام مشترك بمصلحة الشعب الأميركي ومستقبل البلاد.
فيما حفلات التنصيب يوميّة في لبناننا وما من اهتمام ولا رقابة ولا محاسبة. والخلافات على كراسي الحكم تبدأ بسبب مصالح شخصية وتتطوّر وتتبلور الى فراغ لا ينتهي إلا بهزّة عصا خارجية.
والاهتمام اللبناني بالاستحقاق الأميركي يكاد يكون أكبر من اهتمام الشعب الأميركي وحلفاء الولايات المتحدة به. فنحن الشعب المنهك والذي يعيش لأنه لم يمت بعد على الرغم من الجرائم الكثيرة والمتتالية التي ارتكبت وتُرتكب وتُرتقب بحقّه، جلّ ما يهمّنا من الملف هو هل سيرأف بنا بايدن الأقل جنوناً من ترامب وهل سيعمل على إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران أم سيستمر بتضييق الخناق عليهم وبالتالي علينا نحن الذي رُبط مصراننا ومصيرنا بهم بالغصب أم سنشهد بعض الانفراج؟! هذا بالنسبة لنا نحن “الشعب اللبناني المشحّر” أما بالنسبة لقياداتنا “المحنّكة” فالمُرتقب مختلف، فاستمرار تصريف الأعمال ومسرحيات “إنت كذّاب” و”هوبلّش” و”أنا أو لا أحد” و”عمّي أقوى من بيّك” كلّها كانت لملئ فراغ ما تبقى من ولاية البطوط الأشقر الى حين تسلّم الإدارة الأميركية الجديدة وتوضيح الرؤية بالنسبة الى المنطقة.
إنما المؤكد والمحتّم أن المصالح الأميركية لن تتغيّر مهما تغيّرت الإدارات والسياسات والانتظار لا يفيد إلا أصحاب الصفقات الذين سرقوا الشعب وقتلوه واليوم يستقبلون مواد جديدة على المرفأ من دون أن يردعهم ما أهرقوا من دماء.
انتظروا أنتم التطورات ونحن سننتظر العدالة التي بدأت بشائرها تطلّ من وراء تحقيق سويسري مع من سرقوا أموالنا ونهبوا ودائعنا وغداً لناظره قريب.
اليانا بدران