توتّر عالي وطاقم واطي!
بعد 30 عاماً على انتهاء الحرب العسكرية وبعد هدر 30 ملياراً كهربائياً من أصل 100 مليار دولار دَين عام كلفة فساد وسرقة، تحت مظلة الحرب الإقتصادية! وبعد إسقاط مشروع “الآدمي” جورج افرام بـ 30 من النحاس! وبعد 30 حكومة ثلاثينية! وبعد وعود لتلاتين وبعد 30 و30 مكرّرين! أقرّت حكومة الـ لتلاتين بمصادقة بار.. لمان المنظّرين، خطة الكهرباء للعام 2030! وعَدوا فيها اللبنانيين بتيار كهربائي 24 على 24 ابتداءً من العام 2024! وربما يصبح 30 على 24!
لا تتعجبوا “بهالبلد كل شي بيصير”، دويلات الكهرباء أصبحت من أصحاب الملايين وكهرباء الدولة تخسر البلايين! وعجزها 30% من إجمالي الدَين المُشين!
في ليلة ليلاء تواتر 10 نواب وطعنوا بقانون الكهرباء! فانكبّ الأعضاء الـ 10 في المجلس الدستوري لدراسة الطعن في وقت رفعَ فيه اللبنانيون العشرة! وقريباً سيرفعون العشرين! بسبب إدارة الآذاريين وسياسة الأيّاريين! فهم أضحوا مطعونين بخناجر الأربعتعشيين والتمانيين!
الطاعنون يبرّرون طعنهم بأنه ليس لإيقاف الخطة الكهربائية بل لتحسينها وتحصينها! أما أصحاب الخطة فيتّهمونهم بالسعي لإفشالها وحرمان اللبنانيين من التيار الكهربائي! في وقت لعنَ اللبنانيون التيار الكهربائي وباقي التيارات الآذارية البرية والبحرية والجوية بكافة ألوانها وتلاوينها!
توتّرت الأجواء والحكومة المحكومة مصرّة على استكمال وصلة المنصورية! بحجة أن لا تيار من دونها! والتي تنص على تمرير خطوط التوتر العالي فوق المنازل وقربها.. في ظل اعتراض الأهالي! لكن لا أحد أقنعنا لماذا لا تُمرَّر الكابلات تحت الأرض؟! ولا أحد شرَح لنا مَن أعطى التراخيص وسمحَ بالبناء بوجود تخطيط لتمرير خطوط توتر عالٍ! .. ولا كيف اشترى السكان الشقق رغم علمهم بهذا الأمر!
فالحكومة تراهن على تمرير الخطوط! وصاحب البناء وصاحب الشقة يراهنان على عدم تمريرها! وفي كلتا الحالتين الجميع يراهن على مخالفة القانون لمصلحته! في دولة أصبح فيها كل فريق يعزف على القانون وفق أهوائه وتياره!
في النتيجة ليست القصة قصة توتّر كهربائي عالٍ أو توتّر سياسي متعالٍ.. إنها قصة طاقم سياسي واطي!
انطوان ابوجودة