“تَعْويمٌ” للمافيا السياسيّة..!
نخرجُ في لبنانَ من مُتحوّرٍ سياسيّ- إقتصاديّ لندخلَ في متحوّر آخر.
إنسدّت مؤخّراً مجاري الصّرف والتّصريف وتراكمت الهمومُ على كاهلِ مواطنٍ “يعيشُ من قلّة الموت”. وبسبب تعميمِ المصرف المركزيّ الذي رفع الدّولار عن “سطح المصارف” إلى ثمانية الآف ليرة مُترافقًا واللّغط النّاتج عن وزير العمل مصطفى بيرم في توزيع مهن ووظائف سوق العمل بين اللبنانيّين الذين غدوا أغرابًا عن وعلى أرضهم وبين الضّيوف الدّائمين على أرضنا. وبالعودة إلى رفع سعر صرف الدّولار، فهناك من هو مستفيد من “دَوْبَلَة” سعر الصّرف ويتمنّى “تَرْبَلَة” “التّسعيرة” وهناك مَن هو ذاهبٌ إلى الإنتحار، ويتحسّب للأسوأ مع زيادة كتلة التضّخم التي سترتطم ارتطامًا مدوّيًا عاجلاً وليس آجلاً. والحالُ نفسُها اليوم في تدهور عُملات الدّول المُجاورة مُقابل الدّولار الأميركي، وتحديدًا الليرة التركيّة التي تجاوزت منذ بضعة أيّام حاجز الـ14 ليرة مقابل الدّولار الأميركي؛ فما الغاية من كلّ ذلك؟ هل الغاية منه إخضاع دول العالم اقتصاديًّا لحكومة عالميّة واحدة مع عملة موحّدة؟
وفي خضمّ هذه المَعْمَعَة تعيشُ بعض الكائنات السياسيّة على حساب هذه الأحداث والقرارات لتستثمرَها سياسيًّا وانتخابيًّا ممّا تبقّى لها من إمكانات بعدما انكشفت أوراقُها المزيّفة وتمزّقت وهي ما تُعرَف بالـ parasites السياسيّ. ومن بين الأقوال المأثورة التي كانت تغلبُ على الأفعال، وفي ذكرى الـ18 سنة لاعتماد اتفاقيّة الأمم المتّحدة لمكافحة الفساد هي لفخامة وجلالة ورزانة وسموّ الرّئيس العماد الجنرال القائد ميشال عون: “أنّ الممانعة الشّرسة التي واجهت تصميمه على وضع حدّ للهدر والمحسوبيّات والفساد في مؤسّسات الدّولة نجحت للأسف في عرقلة مسيرة الإصلاح” وما لم يُشرْ إليه أنّ كلّ رموز المافيا في المجلس وخارجه ستنجح في تطيير الإنتخابات، وستجدُ كلّ الذّرائع غدًا أو بعده لقلعها من جذورها والهروب أكثر إلى الأمام.
إدمون بو داغر