جلسة “النّكايات” معنونة: “سياسة الإستفزاز”!
عُقِدَت جلسةُ الكيديّات الوزاريّة برئاسة نجيب ميقاتي المُتهاوي من “أمتاره” وبمباركة الأمين العام لحزب إيران، وبمباركةِ إيران نفسِها وعنوانُها: “سياسة الإستفزاز”، والتي ستُعمّقُ الشّرخ وتكون عذرًا إضافيًّا للإنقسام والحقد. وهي جلسة غير دستوريّة وغير ميثاقيّة، لاسيّما وأنّ كرسيّ رئيس الجمهوريّة شاغرة. وبالرّغم من عقدِ جلسة “النّكايات الوزاريّة” لازال “العملاق السيّد نجيب يتحدّث بصيغة الشّرط والتردّد بقوله “إذا نجحنا بحلّ أزمة الكهرباء، نكون قد نجحنا بحلّ 50 في المئة من مشاكل اللبنانيّين (…).” عُقِدَت الجلسة البتراء المُكَهربة، برشّة إضافية لبنود من وصفة النجيب العملاق، وتوزّعت بين مطامرَ ومتعهّدين وقروضٍ وقمحٍ وتربية، والرشة الأخيرة هي التي تنقص طاقم الزعران الحاكم.
ولا بدّ في هذه المناسبة أن نتساءل عن المرحلة القادمة: هل انتقلت نقمة ألسنة الشّارع الغاضبة من الرّئيس ميشال عون إلى نبيه برّي المتحكّم بمفاصل حياة الوطن والمُواطن؟ هل سيبقى المواطنون قابعون في بيوتهم ومافيات الزور و”الحَرَام” تعيث فسادًا وشرًّا في أرض لبنان على شاكلة رئيس مجلس النوّاب المزيّف ورئيس مجلس الوزراء المترئس زورًا والمدراء العامين جذور الفساد ورياض ورجا سلامة المُتَوَارَيْن عن أنظار العدالة الرّهيبة، وبعض القضاة المأجورين وبعض النوّاب والوزراء أغلام “هيرودس” الحاضر؟ إلى متى ستبقى إيران وحزبها يتحكّمان بمصائر الشّعب اللبنانيّ (علمًا أنّهم سبب بلاء لبنان)؟ وإذا ما كانت إيران هي الحضارة الفارسيّة العريقة، فلبنان هو حضارة الحضارات، وأنوار العلم والمعرفة شعّت من أرضنا المباركة والتي ذُكرت بحدود الـ70 مرّة في الكتاب المقدّس. ولكن، كي لا ننسى التّاريخ أو نُقنع النّاس بأنّ الخطأ والتزوير هما الحقيقة، حضارة فارس (إيران اليوم) لم تبنِها الدّولة الإسلامية الإيديولوجيّة، بل لنعدْ إلى عام 559 ق.م. لغاية عهد شاه إيران رحمة الله عليه، ومن هنا بُنيت حضارة فارس، غير أنّها انحدرت بل اندحرت يوم احتلّ أرض إيران زمرة من المتطرّفين والمؤدلجين.
وفي الخِتام، ولِمَن يجهل كيف أخلى شاه إيران الحُكم، إليكم قمّة الرقيّ في كيفيّة تخلّيه عن ملكه:
إثر الثورة في 16 يناير 1979، قرر الشاه مغادرة إيران للمرة الثانية ورفض حفظ ملكه حقنًا للدماء واحترامًا لارادة الشعب الإيراني، إثر اضطرابات شعبية هائلة ومظاهرات عارمة نظمتهما منظمات يسارية ورجال الدين الشيعة في العاصمة طهران مستغلين سياسة الحكومة الجديدة في حرية التعبير ضد الحكومة والسماح بحرية التعبير السياسي بلا قيود. فكيف ستكون نهاية حكم الظّلام في إيران اليوم؟
إدمون بو داغر