حربٌ عالميّة ثالثة حول “نظام عالميّ جديد”…!
ألقصّة أصبحت أبعد من “صراصير” و”براغيث” الدّولة اللبنانيّة وسياساتِهم الواهية التي لا أساس لها من الحكمة.
كشفت الدّول الكُبرى والمتمرّدة عن نواياها المبيَّتَة لزمن طويل (دول القارّة العجوز والولايات المتّحدة الأميكريّة وبريطانيا ومن لفّ لفّها) وهي التّأسيس “لنظام عالميّ جديد” وذلك من خلال ما يُسمّى بالـGreat Reset أو إعادة الضّبط الكبير للعالم إقتصاديًّا بتدمير النّظام العالميّ الإقتصاديّ القديم (الحاليّ) للسّيطرة على محاور الكُرة الأرضيّة إقتصاديًّا وسياسيًّا وذلك من خلال “حكومة عالميّة واحدة”… هذا مشروعٌ طَمُوح وطُموحُه سيتخطّى الدّستاير والقوانين العالميّة الإقتصاديّة وشرعة حقوق الإنسان، غيرَ أنّه سيُواجِهُ مقاومَةً عنيدة ستَحُوْلُ دون نجاحه. وهذه المُقاومة العَنيدة ستأتي من روسيا والصّين ودول محور المُمَانَعة الأخرى؛ كيف ذلك؟ إليكم قراءة لآخر الأحداث:
ها هي اليوم روسيا والصّين تستعدّان للتخلّي عن الدّولار الأميركي، وبالتّالي هناك أفق تنسيق بين الصين وروسيا ودول منظمة شنغهاي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي للتخلي عن الدولار. وبحسب مدير المركز التحليلي الروسي- الصيني، سيرغي ساناكوييف، ستوافق الصين بالتأكيد على زيادة التعاون مع روسيا، لأن “حزمة العقوبات تنتقل من المستوى الإقليمي إلى المستوى العالميّ”. ويقول ساناكوييف في هذا السّياق: “أصبح من الواضح الآن أن الغرب، حرّض على هذا الأمر لإعادة ضبط النظام المالي العالمي. وفي هذا السيناريو، فإن الصين هي التي تقف ضد الغرب وليس روسيا. لذلك، بالطبع، ستساعد بكين قدر الإمكان ليس لضمان عدم عزل روسيا، إنما لضمان أن تؤدي هذه السياسة بأكملها إلى العزل الذاتي للغرب نفسه. وهناك كل الأسباب لذلك. يبدو لنا كأن العالم كله الآن ضد روسيا. لكن في الواقع فقط أوروبا والولايات المتحدة.”
نحن إذًا أمام مرحلة عالميّة جديدة، نظام مالي مقابل نظام مالي آخر، وهذا قد يكون لخير البشرية، والنظالم العالمي الإقتصادي الجديد (الأحادي) المُزمَع تأسيسه، لن يُبصر النور ومصيره الفشل؛ “تجري الرياح دائمًا بما لا تشتهي السّفن” ولاسيّما إذا كانت سفن متوحّشة تريد السيطرة واستعباد الكرة الأرضية إقتصاديًّا بمفردها.
في المحصّلة، ما سيعقبُ “الكورونا” سيكون أسوأ، ولن نلبث أن نخرج من صدمة إلاّ وستَعقبُها أخرى في نهاية هذه الأزمنة، إلى أن يحين موعدُ الإنتصار الإلهيّ العظيم باندثار دول الوحش وبعدها سيعمّ السلام والسّكينة لزمن طويل.