حربُ “البندورة”!
معسكران يتواجهان: المعسكَرُ الحاليّ للسّلطة الفاسدة والمعَسكَر الذي فطَمَته السّلطة منذ زمن وأخذ طريقه نحو التقاعد. غيرَ أنّ دولة “السّرقة والنّهب” مديونةٌ للمعسكر المتقاعد بواجبات هائلة لن تتمكّن من إيفائها بطغمتها الحاليّة. ولأنّ سلطة “النّصب والكسر والجرّ اللبنانية” ما عدا “الرّفع” جبانة وتعلمُ تمام العلِم أنّها أخطأت بحق العسكريين، صرفت النّظر عن جلسة مجلس الوزراء التي اُلغيَت بسطوة الشارع وأبقت على قواعد اشتباكات الساحات بين المُعَسْكَرَيْن.
طارت التّنفيعات المشبوهة الخاصة للحكومة مع هبوب رياح الجلسة. ومع انطفاء نيران العسكريين في الجلسة الوزارية مرحليًّا، كانت النيران الإسرائيلية تتمدّد إلى أماكن المدنيّين. ومع مرور 12 شهرًا لم يملّ المسؤولون الإسرائيليون من معزوفة ضرب لبنان التي غالبًا ما تليها عربات الوفود الأوروبية والأميركية للمفاوضات، بل المساومات على حقوق الناس للمتابعة بكذبهم ونفاقهم واغتصابهم لحقوق الفلسطنينن ولمن تحتلّ إسرائيل أراضيهم.
ولن يكون تصريح وزير الحرب الإسرائيلية الأخير “يؤاف غالنت” الذي يُعلن فيه نقلَ مركز الثقل العسكري إلى الحدود الشمالية مع لبنان مع اقتراب اكتمال المهام العسكرية في غزّة. لكنّ هذه التّهديدات لم تحظَ بموافقة أميركية بعد، ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول أميركي رفيع قوله إنّه “إذا ذهبت إسرائيل إلى الحرب في لبنان فلن تكون هناك منازل لتعود إليها”. والعبرة لمن اعتبر.
وكالمعتاد لم تأتِ القمة العربية التي عُقدت منذ يومين بجديد سوى مشاركة تركيا فيها والتي كان لها جدول أعمالٍ طارئ يتعلّق بأزمة ديبلوماسية البندورة بينها وبين إسرائيل بعدما كُشف النقاب عن إسرائيل التي تخطّط لاستيراد البندورة التركية عن طريق دولة ثالثة. إذًا اشتعلت حرب “البندورة”.
إدمون بو داغر