حروب تدمّر لا تعمّر!
استعاد الرئيس الفرنسي مبادرته متسلحاً بدعم أوروبي وموافقة أميركية كما توقّعنا في مقالنا السابق. والتشاور مع دول إقليمية معنية بلبنان سيساهم في إنجاح المرحلة الأولى التي تفسح المجال لوقف النزيف الحالي.
كما جرَت العادة حوّر بعض المحللين كلام الرئيس الفرنسي “سنبذل قصارى جهدنا لضمان تشكيل الحكومة، حتى لو لم تفِ بجميع المعايير التي أوصت بها باريس”، معتبرين انه “يتنازل عن لبنان ويساوم على الأساس…”. لا ندري كيف وصلوا الى هذا الاستنتاج، لكن سوء الفهم أو النية واضح لدى”المتحمّسين” الذين يطالبون بأن يخلَع الرئيس الفرنسي الحكّام الحاليين بالقوة، فيما الهدف الفرنسي هو إنقاذ لبنان وليس إشعال حروب داخلية على الطريقة الأميركية، التي تهدم بلدان ومجتمعات ولا تعمّر أوطاناً.
إياكم أن تنسوا الفترات “الحماسية” المدمّرة، ومن يريد محاربة المحاور الإقليمية فليفعل من بلد آخر غير لبنان، لأننا لم نعد نحتمل مثل هذه النزاعات التي أوصلتنا الى الانهيار، فيما المحاور تتغذى من دماء شبابنا. وكي نكون أكثر دقة، مَن يطالب بالصدام مع “حزب الله” لا يبغي الخير للبنان، لأن الأساطيل الغربية والعربية لن تتدخل وسيدفع اللبنانيون الثمن بأرواحهم. وللتذكير: لولا التخلّي العربي عن بلاد الأرز لما سيطر “حزب الله” على القرار الداخلي وملأ الفراغ…
الحلّ تسوية إقليمية!
سنبقى في طليعة المطالبين بإلغاء سلاح الحزب الإلهي لكن ليس على حسابنا، لأن البلد سيدمّر وستبقى الترسانة على حالها. إلغاء السلاح سيتم من خلال تسوية دولية-إقليمية شاملة، وبنظرنا لن يستطيع لبنان أن يقاوم طويلاً التوجه العام للتطبيع مع العدو الإسرائيلي الذي أصبح صديق العرب.
الى من يشاء أن يسمع نكتفي بالقول: لو كان ماكرون يريد تعويم المنظومة المافيوية التي تتحكّم بنا، لما قال في المقابلة نفسها “النظام اللبناني في مأزق بسبب التحالف الشيطاني بين الفساد والإرهاب”.
جوزف مكرزل