حسّوا عَ دمكن أو دمّنا!
نعم لا تمتلكون ترف الوقت كما لا تمتلكون ترف الاختيار والاختلاف في تقاسم الحصص والاستمرار في وقاحتكم المتمادية بإقامة الصفقات وسرقة أموالنا ومستقبلنا وآمالنا.
نحن قضينا سنين عمرنا الأولى ننتظر لنرى تحت رحمة أي جزمة دولية ستضعون رقابنا. شبعنا من إذلالكم، وجرمكم طال أرواحنا، نحن أجساد كهلة ومريضة وهي لم تتخطى سن الشباب نتخبّط بين قرار البقاء والذهاب.
هل نبقى ونتمسّك بأمل وهمي فقط كي لا نخون ما تبقى من وطن، نبقى ونصرخ في صحراء ضمائركم علنا نجد من يحاسبكم على ما ارتكبتموه بحقنا فنقف من جديد ونبني وطناً يستحقنا ونستحقه يحق لنا أن نحلم فيه ونكبر ونشيخ بكرامة؟ أم نستسلم للواقع ندفن أحلامنا وهويتنا الملطخة بالدماء مع ضحاياكم ونذهب لنبحث لنا عن هوية ووطن وأمان حيث التعب قد يثمر والجفاء سيعوض بـ “شوية” كرامة.
نحن لا نريد أن نختار تحت رحمة مَن نريد أن نكون، ومَن يحدد مصيرنا كشعب ومن سيسرق ما تبقى من أرزاقنا وثرواتنا. نحن نريد الحرية والاستقلال نريد جيشاً يحمينا من زمر أراعن الأحزاب المسلّحة المسعورة. نريد قضاء قادرون على اللجوء إليه هربا من ظلم من يظن نفسه صاحب نفوذ ومال.
نريد دولة يديرها أصحاب الكفاءة لأي طائفة أو دين انتموا، نريد مدراء عامّين يعرفون واجبهم وأهمية منصبهم كي لا نبكي يوماً على مستشهد بسبب إهمال!
نريد شهادات من جامعة لبنانية تربّي الأجيال على أن لهم قيمة والمخاطرة بحياتهم ليست خياراً بسبب سقف يدلف أو بناء مهدد بالهبوط أو وباء يتفشى فداء لراتب المراقب والأستاذ.
حسّوا على دمكن أو حسّوا بالدماء التي هدرتم بسبب استزلامكم وجشعكم ودعونا نلملم أشلاء هذا الوطن!
اليانا بدران