حلول الطّوارئ هي سيّدة الموقف!
كيف ستنتهي مطالبات محكمة جنيف والأمانة العامة للأمم المتّحدة بوقف الحرب والنّزاعات في غزّة والعالَم؟ هل ستنتهي تراجيديًا أم ستتكلّل بنهاية سعيدة، ويعود الجميع إلى قواعدهم سالمين ويتعانقون ويصفح الواحد عن الآخر؟
متلازمات عدائيّة تتوالى وردود فعلٍ عربيّة ودوليّة تتزاحم وحتّى السّاعة لم تتمكّن كلّها من ردعِ هدر الدّماء. وآخرُ ما نتجَ عن خيال الأوروبيّين الجامح هو ركوب موجة المؤتمر الدوليّ لحلّ الدولتين، وقد كلَّفَ نتنياهو نفسه بحلّ الدّولة الفلسطينية من خلال ارتكابه المجازر الجماعيّة، وعند الوصول إلى تطبيق حلّ الدولتين يكون قد أجهز على فلسطين وأبنائها (هذا بحسب مفهومه الناقص وليس بحسب مفهوم الخالق ومدبّر شؤون الكون.)
ومن رواسب لقاء بروكسيل هو ما تقدّم به وزير الخارجية اللبنانية عبدلله بو حبيب الذي اصطحب معه إجماعًا لبنانيًّا نادرَ الوجود وأفرغ محتواه في قلب أوروبا” “لبنان حكومةً وشعبًا وفئات وطوائف ومناطق وأحزاب يبلغكم بأنّنا وصلنا إلى نقطة اللاعودة لجهة تحمّل عبء النّزوح والاستمرار بسياسات متّبعة منذ 13 عامًا، وقد جئنا اليوم لنتّفق حول حلول تتوافق والقوانين اللبنانية والأوروبية، لأنّه إمّا الحل وإمّا الفوضى لأنّ أوروبا لن تكون بمنأىً عنها. لقد تحوّل بلدنا إلى سجنٍ كبير وتصدّعت جدرانه ولم يعد لبنان يتحمّل هذا الكمّ الهائل من النزوح. والإنفجار إذا وقع سيكون له ارتدادات كبيرة على دولكم. مفوّضيتكم لا تقول الحقيقة وتُخفي عنّا الداتا وتحابي الجمعيّات وأصبحت جزءًا من المشكلة بدل أن تكون الحلّ”. وبناءً على ما تقدّم، دقّ وزير الخارجية ناقوس الخطر على أوروبا وهدّدها بأنّ انهيار الهيكل سيكون على اللبنانيين والأوروبيين معًا والعدوى ستنتقل إلى أوروبا.
أمّا بالشأن الرئاسيّ اللبناني، فلا حياة ولا أوكسيجين، بل غيبوبة لأجل غير مسّمّى، إلاّ إذا استفاق أهلُ الكهف من غشيتهم وثمالتهم وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، لأن انفجار بركان المنطقة والعالم بات قريبًا، ولا يحسن بنا أن نكون بلا رئيس. فانتخاب الطّوارئ هو سيّد الموقف.
إدمون بو داغر