«خلّصونا بقى»!
ينتظر اللبنانيون «ظهور الدخان الأبيض» إيذاناً بتأليف «حكومة المَهمّة»، (أو تُرى هي “حكومة المَهمّة المستحيلة”)، ليس لأن هذه الحكومة سوف «تشيل الزير من البير» خلال فترة حياتها القصيرة، بل لأن اللبنانيين باتوا متلهفين لأي وهم أو بارقة أمل وأي بادرة إيجابية مهما كانت، ومن حيثما أتت، ولو من جهنم التي بشّرهم بها الرئيس القوي بعد أربع سنين من معايشة الجحيم فعلياً!
لكن القوى السياسية، على اختلافها، تُفضّل المناكفة والسجال، والرقص على حافة الهاوية، وتحبّذ شدّ الحبال والتصعيد بدلاً من المهادنة والتنازل لصالح الوطن والمواطن، لذلك كلما وصلت التسويات إلى نقطة إيجابيّة فوجئنا بعقبة ما أو منعطف خطير، وكلما «نمنا على حكومة» استفقنا على إحباط وانتكاسة!
يا سادة … يا أولي الأمر فينا … يا «زو-عمى – ئنا»: جائحة كورونا تفتك بنا، وأشغال الناس معطّلة، واقتصادنا مأزوم، والوضع الأمني خطير، وسُمعتنا باتت في الحضيض، والأحوال من حولنا شرٌ مستطير، والجوع والفقر وصلا إلى حدود السماء. والأهم أن الـ «آلو» الخارجي لن تصلكم قريباً، فماذا تنتظرون وماذا تأملون! أنتم في العادة «تفبركون» وتبتدعون حلولاً وتسويات تحفظ تقاسم مصالحكم … طيّب شدّوا الهمّة و«خلّصونا بقى»!
عبد الفتاح خطاب