خُنفشار السّياسة!
إكذبْ، إكذبْ، إكذبْ حتّى يصدّقوك، وإن رفضوا تصديقَكَ، فصدّق كذبَك.
“صلابة، مرونة، إنتاج”، (يا ستّار أستر على عبيدك!) شعاراتٌ خُنفُشاريّة وهميّة!
لقد انطبقت بذلك، قصّةُ “الخُنفُشار”، التي تَروي بأنّ رجلاً يدّعي العلمَ الغزيرَ ويُجيبُ عن كلّ سؤالٍ يُطرحُ عليه، ولا يدعُ شاردةً ولا واردةً إلاّ ويُدلي بدلوه فيها، ولم يسمح لنفسه يومًا بأنّ يقولَ لا أعرف أو لا أعلم أو أجهلُ هذا الموضوع أو أنّه لا يدخل في مجال اختصاصي، بل كان يؤلّفُ أجوبةً من عنده ويجدُ لها أدلّةً من تاسع أرض، بل وكان يتدخّل فيما لا يعنيه (Passe-partout): في البيئة وإنشاء السّدود (الفاشلة) والقضاء والماليّة والإقتصاد والدّاخليّة والطّاقة (المُظلمة) والدّين وحقوق الطّوائف وزعامة البلاد، إلخ. وذات يومٍ، اجتمعَ أهلُ الإختصاص والعِلم والفكر وقالوا في مجلسِهم: هذا الرّجل إمّا أنّه أعلمُ أهلِ الأرضِ أو إنّه يستغلُّ جهلَ وسذاجةَ البعض، فألّفوا كلمة من ستّة أحرف وهي: “الخُنْفُشار”، ومن ثمّ جاؤوا إليه وسألوه عن معنى الخُنفُشار، وكالعادة حاول استغلالَ ذكائِهم، وألفّ لهم هرطقةً جديدة كشعار “صلابة، مرونة، إنتاج”، فوقعَ في الحيلة وتعرّى من دَجَلِه، ومذ ذاك الحين أُطلقت تسمية “الخنفشاريّة” على مُدّعي العِلم الغزير لمآربَ سفيهة وضيّقة.
البيت ده طاهر!
بيتٌ أعزل على قمّة تلّةٍ معزولة، يسكنه عجوزٌ، فضّلَ في الوقت المتبقّي له من هذه الحياة (والأعمارُ بيد الله) التخبّطَ بالوحول، عوضًا من التفرّغ للصّلاة وإنتاج الفكر والتحوّل إلى مرجعيّة فكريّة. وبسبب النّهج الذي انتهجَهُ عَزَلَه مُعظم النّاس.
نهايةُ المطاف!
ألفدراليّة التي يخشاها البعض إمّا عن جهلٍ وإمّا عن غاية في قلب يعقوب، فيدراليّة مع استثناءات واسعة في دولة فسيْفسائيّة متداخلة ثقافيًّا.
إدمون بو داغر