دعوة شباب لبنان!
هو رقم مرعب: 90% من شباب لبنان الجامعييِّن قرَّروا الهجرة، بسبب الازمة الاقتصادية والمالية، و67.5% اتخذوا قرارا بالهجرة “بلا عودة”.
أي وطن هذا سيكون من دون خيرة شبابه، بعدما نهبت المافيا القابضة على الحكم ماله العام، ومال أبنائه الخاص ومعاشاته، وها هي تمد يدها الى احتياطييّه، فيما تواصل العنجهية عينها، لضمان تأبيدها في امتطاء سلطة باتت موضع سخرية العالم وبهدلته… وما من جفن يرف لها؟
هو رقم مرعب… لكن بؤسه ليس في ظاهره، بل أبعد، في ما هو دليل على انَّ خيرة شباب لبنان قد قرَّرت الهروب الى خارج.
ذلُّ الأوطان المُهانة الَّا ينوجد أحد من أبنائها يُقيمها الى الحياة، وليس في الأمر استحالة.
كافة الأوطان في العالم تتعرَّض لإحتلالاتٍ من أنواع شتَّى. مَن تدخل التاريخ منها، هي تلك التي يقاوم ابناؤها، وبطرق شتَّى، لإستعادتها الى ذروة المستقبل.
أنا اواجه، إذا انا موجود! هل يُعقَل بغير ذلك أن يُستَحَقَّ الوجود؟
قد تُهاجر الى اصقاع العالم، لكنَّك مهما إندمجت بها ستبقى تفكِّر لبنانيَّاً، وتحبُّ لبنانيَّاً، و… تَشتُمُ لبنانيَّاً. أجل! مهما تعلَّمتَ شتائم العالم، ستبقى الشتيمة اللبنانيَّة سلاحك الأفعل… والأحبَّ. لِمَ؟ لأنَّها طالعة من أرضك الى فمك، عبر وعيك ولاوعيك… وإن بكيت يوماً، لن تبكي الا لبنانيَّاً.
الويل لمعاهدنا وجامعاتنا لأنَّها خرّجت حَمَلَة شهاداتٍ -بعضها مزوَّر-، هي استعادات لما سبق او ترتيبات لما قيل، من أجل واقفين في صفٍّ متتابع مع سابقين، بهدف الانضواء في مجموع، لا منتشين في التقدّم نحو مواجهة أخطار تتأتَّى من قلقٍ او خوفٍ، لا يتوانون عن مقارعتهما في اعماقهما لإجتثاثهما، كمن يقلع جذور الموت الذي في الأرض لكي يبذر فيها جذوره الطامحة لمعانقة السماء.
أن يمدَّ شباب لبنان جذورهم من أرضهم الى السماء، تلك دعوتهم في لبنان، أو لِمَ يكونون؟