دفن النظام و”الوزّة” الذهبية!
صحَّ القول “قتَلوا القتيل ومِشيوا بجنازتو” .. المال اختفى لأنهم سرقوه، الوباء تفشّى لأنهم لم يتداركوه، الإستشفاء انعدم لأنهم استنزفوه، الدواء فُقد لأنهم هرّبوه، الأمن تلاشى لأنهم ضعضعوه.. رغم كل هذا، برّي باقٍ، وعون لن يعتزل، والحريري لن يعتذر… في الداخل الأوّل تعبان والثاني حردان والثالث في الخارج “مش سئلان”، البقية في كوما طوعية هرباً من المسؤولية، “وما حدا سئلان عن المواطن الجوعان يلّي عم بيموت عَ بواب المستشفيات!” وبدل ان يعترفوا بجرائمهم ويصحّحوا المسار، فتحوا “بهالحشرة” جدل حول تعديل الدستور؟
كفّرتونا عن جد! عن أي دستور واي نظام تتكلمون؟ دستور الطائف مات ونظامه الطائفي دُفن، ومفترض ان تُدفنوا معه، لن تصحّحوا شيئاً لأنكم حثالة لا تبغون سوى تعديل الصلاحيات لإعادة توزيع نسب المغانم فيما بينكم. تطوير النظام لن يتم الاّ بعد إعادة تكوين سلطة جديدة تتلاءم مع العصر وكفاءات شبابنا الذي يهاجر بسبب عدم التنظيم وعدم التخطيط وعدم الرؤيا لأبعد من مناخير حكّام نصّابين وجهّل. نقول جهّل لأنكم لو كنتم اذكياء لما قتلتم “الدجاجة الذهبية” التي اثرتكم على حِسابنا. والأصحّ “الوزّة الذهبية” لأن شعبنا بايعهم كالوزّة، بمعناها المجازي.
المبادرة الفرنسية.. بمن تبقّى!
كثُر في وسائل الاعلام التنظير حول سقوط المبادرة الفرنسية في وقت لم تمت رغم خيبة امل الرئيس ماكرون من تخاذل طاقمنا السياسي.. بل خيانته! لأنها، مهما اعترض البعض، خيانة عظمى تحتّم شنق المسؤولين كونهم منعوا إنعاش شعب يموت جوعا ومرضا.
من السهل على ماكرون ان يغسل يديه من دم الصدّيق الذي نحره اهله، لكنه لن يفعل لأنه ليس ممن يهربون من مسؤولياتهم ويعتبر ان لبنان وشعبه يحق لهم ان يعيشوا، وسيعاود الكرّة بأقرب وقت، لكن في واقع الحال..بمن تبقّى!
جوزف مكرزل