دمى ومسرحيات على جثّة وطن!
على مبدأ “حايدة عن ضهري بسيطة” يعمل المستولون على السلطة في لبنان الذي شارَف على الزوال وهو بين الاوائل على قائمة الدول الاكثر فشلاً وانهياراً، على ما يعتبرونه حلاً للازمات. في ملفّ الدعم مثلاً شهدنا على مسرحية “أنا ما خصني” و”هو بلّش” و”بيي أقوى من بيّك” بين الرئيس/الدمية المستقيل/ة والرئيس الطامح/الطامع، دامت ليومين تخللتها اجتماعات لتنتهي بتوصيات بانتظار القرار المتخذ سلفاً من الساحر سلامة الذي أخفى ودائع الناس وسلَبهم جنى عمرهم ومعلم الأمان الوحيد لمستقبلهم ويدّعي الحرص على ما لا يملك.
تلهوننا ببطولات العمل على “ترشيد” الدعم وهو إبرة مورفين تؤخر الموت المحتّم لقدرتنا الشرائية وأمننا الغذائي والسبب الوحيد الذي نصحو من أجله صباحاً ونذهب من أجله الى العمل الذي نتقاضى منه ثمن زيارة واحدة للسوبرماركت!
بعد أربعة أشهر على أشنع جريمة ومجزرة قامت بها سلطة بحق شعبها، وعندما تحرّك القضاء بغض النظر عن الدوافع عدتم لتتمسكوا بلغة الطائفية والدستور الذي تدوسون عليه متى شئتم وتتحصنون به وبكراسيكم متى شئتم. في كلّ فرصة تبرهنون أنكم أقبح مما ترتكبون، فأمام الالم الذي سببتموه بالنفوس تسقط كلّ صفة وكل حصانة وكل طائفة! إن خوفكم من المحاسبة يدفعكم الى الكذب والنفاق بكل وقاحة. لو كنتم براء من هذا الملف الكفيل بانهائكم وطردكم من الحياة السياسية لذهبتم للمثول أمام القضاء ليأخذ مجراه.
العدالة وإن طالت فستجد سبيلا لتتحقق! تمكنتم من دفن الليرة ودفن أرواحنا وأحلامنا وطموحاتنا ورغبتنا بالحياة ولكنكم لن تستطيعوا يوماً قتل أو دفن حبنا للوطن! أيها الرجالات في مجالس القرارات، التاريخ لن ينسى ولن يسامح وستشتمكم الاجيال القادمة الى أبد الآبدين وتأكدوا أن لبنان لا يموت طالما هناك من يحبه.
اليانا بدران