رأس النظام البعثي أمام المحكمة الدولية!
الشعب السوري المحرّر من تحت نير النظام السوري البعثي الديكتاتوري المجرم بالتعاون مع الشعب اللبناني وكل الأسرة الدولية، يجب أن يجاهد في سبيل الاقتصاص من رأس النظام المخلوع بشار الأسد الذي هرب مع عائلته إلى روسيا المسيحية الأورثوذكسية طالباً حمايتها، ومن كلّ أركان نظامه الذين يثبت تورّطهم مع هذا الرئيس بجرائم ضد شعبهم والشعب اللبناني بل ضد الإنسانية، وذلك بالادعاء عليه وعلى المتورّطين والمخطّطين والمشاركين والفاعلين معه، من مدنيّين وعسكريّين، منذ عقود من الزمن، ومنذ عهد والده، أمام المحكمة الجنائية الدولية، وهي جهاز قضائي دولي لمواجهة جرائم الحرب والإبادة ومحكمة تأسّست بصفة قانونية في الأول من تموز عام 2002 بموجب ميثاق روما الذي دخل حيز التنفيذ في 11 نيسان من السنة نفسها. وهي تعمل على وقف انتهاكات حقوق الإنسان عبر التحقيق في جرائم الإبادة وجرائم الحرب. ولبلوغ هذه الغاية، لا بد من التعاون والتنسيق مع المنظمات الحقوقية الدّوليّة ولا سيما مع منظمة حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية، لتقديم شكوى ضد رأس وكل رموز النظام البعثي الساقط، معززةً بالأدلة الدامغة والوثائق الحسية ولا سيّما الإعلامية منها المرتكزة على تسجيلات الفيديو والتقارير الرسمية والتلفزيونية عن سجون هذا النظام المكتظة بعشرات آلاف السجناء والمعتقلين بطريقة تعسفية، منذ عقود من الزمن، وهذا ما شاهدناه أخيراً في مقاطع الفيديو التي توثق عمليات تحرير السجناء على يد رجال المعارضة والثورة السّورية التي أبلت بلاءً حسناً، بالإضافة إلى توثيق عمليات الإعدام طيلة الفترة المنصرمة الممتدة منذ عهد الأسد الأب إلى عهد ابنه المخلوع.. هذا ما يجب أن يفعله الشعب السوري أولاً ولا سيما بقرار من الرئيس السوري الجديد وعبر حكومته الجديدة، وهذا ما يجب أن يبادر لبنان الرسمي إلى فعله، بتقديم شكوى منفرداً أو بانضمامه إلى هذه الشكوى – وما أفضله هو تقديم شكوى مشتركة – مطالباً بكامل حقوقه المعنوية والمادية، وأيضاً لا بد للبنان من مقاضاة الرئيس المخلوع وكلّ جماعته والموالين له ممّن أثروا على حساب اللبنانيين وخزينتهم، واسترجاع ما نهبوه مع تكبيدهم العطل والضرر الناجمين عن كل ما ارتكبه هذا النظام المجرم بحق لبنان وشعبه ولا سيما في فترة احتلاله لقسم كبير من لبنان طيلة خمسة عشر سنة، وقد دحر في العام ٢٠٠٥! نعم، هذا ما يجب أن يفعله الرئيس اللبناني الذي سينتخب قريباً بالتعاون مع الحكومة السيادية المزمع تأليفها فور انتخابه، على أمل أن يبدأ عهد الإصلاح الفعلي على المستويات كافة، لننتقل إلى بناء الدولة العصرية والحديثة التي نرتقي بها إلى مستوى آمالنا وطموحاتنا، فنهنأ بالعيش في وطن يستحق الحياة والازدهار والبحبوحة، كيف لا وهو الوطن الرسالة بحسب وصف البابا القديس يوحنا بولس الثاني.. فلننطلق إلى تلك الآفاق الجديدة، منعتقين من قيود الماضي، تائقين إلى العلى، إلى مجد لبنان الذي يرحّب بنا في علياء الحبور والنصر والإبداع والحق والخير والجمال والعدل !
سيمون حبيب صفير