زمن اجتياح بيروت.. ولّى!
إذا برهنت جلسة عدم انتخاب رئيس شيئا، فهو أن الثنائي الشيعي أخطأ مرتين. الأولى عندما اعتبر أنه قادر على صنع القرار من دون شريكه المسيحي، لانتخاب رئيس مسيحي. والخطأ الثاني أنه لم يستدرك الأمر قبل فوات الاوان وبقي على إصراره بتحدّي الجميع، وكأنه حاكم مطلق الصلاحيات.. فانتهى الأمر بنكسة تظهر انه اضعف مما يدّعي، إذا استثنينا السلاح المباح. علما ان زمن “اجتياح بيروت” ولّى. وإذا حصل، سيشكل الشرارة التي تطلق آلية وضع لبنان تحت وصاية أممية.
كان من الاجدى على الحزب الإلهي إيجاد حل بديل. لأنه فقد هالة الرعب التي كان يستعملها للهيمنة، ولم يعد تهويله يفي بالأمر.. إلا إذا اختار العنف، لكنه أذكى من أن يترك العنان لجناحه المتطرّف. أما التعويل على فوز حليفه الفارسي بالوصاية على لبنان، فالأجل طويل والفوز غير اكيد.
السعودية.. مكانك راوح
حاول الرئيس الفرنسي زجّ القضية اللبنانية في محادثاته مع ولي العهد السعودي، فيما بقي محمد بن سلمان على موقفه المطالب بحل داخلي يعيد لبنان الى الربوع العربية، مؤكدا التزامه بالصندوق السعودي- الفرنسي، ووقوف المملكة إلى جانب الشعب اللبناني وصون أمنه الغذائي والاجتماعي.. أي “مكانك راوح”.
لودريان للحفاظ على لبنان
اختار الرئيس الفرنسي وزير خارجيته السابق لودريان كمندوبه الخاص لدى لبنان. الرسالة واضحة للداخل والخارج “استمرارية بلاد الأرز خط أحمر”، في وقت تتهيأ المنطقة لتغييرات جذرية. وبمعزل عن المساعدة الحسية لتخطي العقبات الداخلية، سيعمل لودريان على منع تغييب لبنان عن مشاريع الحلول الشرق- أوسطية، كي لا تتم المساومات على حساب أرضه وشعبه. ففي المرحلة الدقيقة التي تعيشها البلد، والغيلان التي تتربص بنا والتي تحاول تصوير فرنسا وكأنها تطمع بلبنان لمصلحتها، علينا أن نستوعب أننا في دائرة الخطر وبأمسّ الحاجة إلى من يدعم وجودنا واستقلالنا.
جوزف مكرزل