زمن القيامة!
من قال بأنّ الإيمان عند المسيحيّين يا أيّها الحاكم؟ أهو في الدّخول إلى الكنيسة؟ ورسم إشارة الصّليب؟ وتقبيل الأيقونة؟ هذا ما قام به الحاكم الذي أعطى أوامره بالقتل والتّدمير، دفاعًا عن رأيٍ سياسيٍّ بامتياز، وفرض رأي دولةٍ كبيرةٍ على دولةٍ صغيرة، فإذا أرادت أن تأخذ حيّزًا سياسيًّا مهما كان نوعه، وعلى حساب من في العالم؟!
نُذكّر هذا المؤمن الكبير، أنّ المخلّص السيّد يسوع المسيح ربّنا وإلهنا، مات من أجلنا لخلاص البشر، ألا يعرف هذا الحاكم السّياسيّ أن يكون أمام مثالٍ لخلاص الآلاف من الموت الحتميّ تحت ضربات القتال والصّواريخ، وكلّ هذا الفلتان الغضبيّ ، المأسويّ، والتّدميريّ فقط، لأنّ رهبة الموقف تتطلّب رغبة عنادٍ ومزاجٍ من أجل تحقيق أهدافٍ سياسيّةٍ باهظة الثّمن.
البشر أهمّ بكثيرٍ من الحجر، فالقتل والدّمار لا يُولّدان إلاّ الحقد الذي تتوارثه أجيالٌ بعد أجيال، والتّاريخ المجبول بدماء الشّهداء، يشهد على ذلك!
ألم تتعلّم البشريّة، ولا سيّما القادة من أخطاء غيرهم عبر العصور، بأنّ الحروب لا تُولّد إلا الحروب، والفوضى، الدّمار، الحقد، التّشرذم وفقدان المناعة الإيمانيّة.
أهذا ما أراده المخلّص عندما سيق إلى الصّلب برضاه فداءً للإنسان والإنسانيّة، فداءً لكلّ مقهور، موجوعٍ وخاطئ؟!… وهو الذي كان بإمكانه أن ينقذ نفسه ويضرب الآخرين، فلم يستخدم قوّته الإلهيّة ليكون إلى النّاس ومع النّاس، بعد أن أعطانا الشّفاءات، وأقام الموتي، ووطئ الموت بالموت.
وفي زمن الصّلب والقيامة الذي نعيشه الآن، ننتظر قيامة الوطن وصحوة ضمير المسؤولين في لبنان والعالم ، ليترافق مع تجسيد الفصح المجيد، فنكون بذلك قد عشنا ونعيش الحياة الإيمانيّة بكامل تفاصيلها.
يسوع، أنت إلهنا، أنقذنا من نار جهنّم، أيقظ ضمير المسؤولين.
نحن نهتف إليك بكلّ جوارحنا … ساعدنا!