زمنُ انهيارِ المُتعاظمين بالقوّة!
سنتكلّم هذا الأسبوع من مُنطلقِ أملٍ مرجوّ، الذي وبالرّغمِ من السُّوَيْداء الحاليّة، سينفجرُ صباحُ الأمل، بل والرّجاء، والخيرُ سينتصرُ على الشّر لا محالة، غيرَ أنّ التّوقيتَ نتركُهُ لإله النّور. ولكن، وقبل حدوث ذلك، لا بدّ من السّقوط، ولا بدّ من تحلّل القوى العُظمى العالميّة والمحليّة، وبعدَهَا ينكفئُ الشّر ولو إلى حين، ويكونُ عالمٌ جديد!
قالَ يومًا راعي أبرشيّة جونية المارونيّة المطران أنطوان نبيل العنداري في إحدى عظاته: “لَـمّـا كان اسمُ فِلسطين أرض كنعان، وسوريا بلاد آرام، والعراق بلاد ما بين النّهرين، وإيران بلاد فارس، وفرنسا بلاد الغال، وأميركا بلاد العالم المجهول، كان لبنان، وبقي اسمُه لبنان. نحن في طبيعتنا وأساسِ كياننا، نُقَدِّسُ الأرضَ، ونتقَدَّسُ بها بالعمل فيها! هي أرضٌ، ذكرها الكتابُ المقدّس إثنين وسبعين مرّة”. دعونا إذًا، لا نقضي أيّامنا ننتحب، ولنَثبُتْ في لبنان، الأرض التي احتضنها الله منذ العهد القديم، واحتفل فيها المسيحُ في العهد الجديد بعرس قانا مُحقّقًا فيها مُعجزةَ تحويلِ الماءِ إلى خمر. فلا التّرويكا السياسيّة الفاسدة ولا من لفّ لفّها ولا الأيادي الغاصبة الخارجيّة: الإيرانيّة والخليجيّة والغربيّة والصهيونيّة قادرة على مسّ حبّةِ ترابٍ من هذا الوطن السرمديّ. “ولمّا نظرَ موسى إلى أرض الميعاد، نحوَ جبل لبنان، أجابه الله: أَغمِضْ عيْنَيْكَ، هذا الجبل هو وقف لي، لن تطأه قدماك، لا أنت ولا الذي سيأتي من بعدِك”؛ والنبيُّ موسى يمثّلُ في ذلك الوقت الشّعبَ اليهوديَّ وهو الذي قاده من مصر إلى أرض الميعاد. ومن يسلّم إيمانيًّا بهذه الحقائق، سَيُوقنُ بأنّ لبنان سيهتزّ ولكنّه لن يسقُط.
باختصار، كلّ ما يحدث اليوم في لبنان ليس سوى فقاقيع رَغْوْة مُلوّثة بسبب قذارة عصابة سياسيّة دمويّة أكلَ الدّهرُ عليْها وشرب.
إدمون بو داغر