زورقٌ للموت!
حتى الأطفال ما باتوا يصدقون انَّ في لبنان دولة، وانَّ فيها أدنى مقوِّمات العيش.
حتى الأطفال يموتون في لبنان من دون كرامة، في دولة تحوَّلت الى زورقٍ للموت، وساستها يربحونهم جميلة انَّهم وقفوا دقيقة صمتٍ حداداً على ارواحهم.
والأنكى، انَّ من عليه تُلقى مسؤولية القيادة يتبرَّم ويتباكى “انَّ لبنان بات ملجأ للسورييِّن والفلسطينييِّن وذوي الجنسيَّات الاخرى… وانَّ النازحين السورييِّن الذين رجعوا الى سوريا يعودون الى لبنان لأخذ المساعدات الدوليَّة.” كلُّ ذلك، ليتلطَّى بعده مجلس ادارة تفليسة وطنٍ وراء تقارير تُظهر انَّ 90% من الذين تمَّ القبض عليهم بأفعال جرميَّة هم من الجنسيَّة السوريَّة، وبعضهم من الذين يشكِّلون عصابات سرقة، يتمُّ القبض عليهم فتُعيِّن المنظمَّات الدوليَّة محامين للدفاع عنهم.”
كذا! وبكل وقاحة، يتمِّ الإفصاح علناً عمّا كان معلوماً لكنَّه طيِّ الكتمان- لِمَ؟ هنا السؤال-، والقاء اللوم على… اللبنانييِّن!
أوَيعود للمحكوم عليهم بالموت غرقاً في دولةٍ أقصتهم المافيا المستحكمة فيها عن اي طوق نجاة، أن يطبِّقوا مستلزمات حُكم القانون؟
آه، القانون! أنسينا انَّ المافيا فصلّته على قياسها، وسخّرته لمآربها، وسَخِرَت منه بعد ان شلَّت القائمين على احترام تطبيقه، فداسته وأنهته، وها هي تعيد ترشيح من رفض الامتثال لحُكمه؟ أتخوننا الذاكرة، إن لم نذكر كافة وسائلها للاطاحة بأي تحقيق يشتمّ أفرادها انَّ مساره لا يعجبهم، وكيف يفخخونه عنوةً؟
ها هم ينكِّسون الأعلام حداداً زائفاً، وما اتَّخذوه هدنة أليمة في مواصلة الهاء من تبَّقى عائماً من اللبنانييَّن على جثث أحبَّته واصدقائه، بإنتخابات وهميَّة فصلّوها لتأبِّيدهم، رافعين الى الأقصى منسوب الذعر وأحكام الإذلال وهيمنات الإفقار.
لا مفرَّ من الموت غرقاً في مآسٍ تقذف الزورق الذي كان وطناً من كارثةٍ الى اخرى، حتى يتجرّع جميع من فيه كأس الفواجع حتى الثمالة… فلا يبقى الَّا مكائد تلك المافيا المتأبِّدة- على مَن؟