سباق بين الفتنة والترقيع!
تشكيل “حكومة الترقيع” سيسمح بإطلاق مسيرة سدّ الفجوات واقرار اصلاحات الحدّ الأدنى للحصول على المساعدات الدولية الموعودة، واستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي التي جُمّدت على حسابنا من قبل المافيا المالية. هذا إذا قرروا أن يعطوا الميقاتي ما حجبوه عن دياب.. نعني الارقام الصحيحة. ام ان النجيب كما عادته سيساير “ام العريس وبي العروس” في بلد اعتاد المساومات و “التظبيطات” وتنتهي القضية بتسوية دون المستوى.
غياب الدولة الحالي أدى الى فلتان أمني مريب يوصلنا تدريجا الى شريعة الغاب. الوقت يضيق والسباق بين الفتنة والترقيع لا يحتمل المماطلة، فإشارات تفكك اوصال الوطن تنذر بعواقب وخيمة ان لم نتداركها بسرعة. والبرهان أن سلسلة التعديات والاشكالات التي حصلت في الآونة الاخيرة بمختلف المناطق ليست عرضية ولا بريئة. حتى جبهة الجنوب فُتحت فجأة لتزج البلد في الصراع الاقليمي المتعدد الاطراف، والذي يزيد من فقداننا السيطرة على الشوارع، ويحوّلنا من جديد الى ساحة للصراعات الاقليمية التي اخرجنا منها الغرب.
وما يزيد الطين بلة خيار بعض الاحزاب والتيارات اللبنانية اعتماد اسلوب التحدي، والتعدي، وعرض العضلات، واثارة النعرات الطائفية والمذهبية.. ما يضعف النسيج الوطني، ويشحن الاجواء، ويسبب سباقا على التسلح، ويدخلنا رويدا رويدا في دوامة عنف لا يعلم أحد الى اين تؤدّي.
تقارب فصائل الثورة!
لم تكن المسيرة الحاشدة التي شهدناها في الرابع من آب، مجرد احياء ذكرى أليمة، لقد برهنت بوضوح ان “فصائل الثورة” تطوّرت بشكل ملحوظ من 17 تشرين 2019 حتى اليوم، إن لجهة تنظيمها او لجهة التنسيق بين مختلف المكونات التي بدأت بتشكيل مجموعات متضامنة هدفها تضافر قواها وامكانياتها، تمهيدا لخوضها معركة الانتخابات النيابية بعزم وقوة. ولم يعد سراً على أحد ان هذه المجموعات تحظى بدعم غربي وعربي غير مستهان، سمح حتى الآن بتقدّم ملحوظ في الحوار الهادف الى توحيد الرؤى وتخطي المصالح الفردية والفئوية.
صحيح ان التحالف لم يكتمل بعد، لكن التقدم سيستمر بشكل تصاعدي، رغم كل محاولات التفرقة التي يعتمدها اهل السلطة التي بدأت تهاب خوض الانتخابات في هكذا اجواء.
جوزف مكرزل