سفر برلك !
"مشتاقة لوطني... انا وبوطني." فيروز
نجحت طغمة الزويعيميّين المتحكّمين بلبنان-الرهينة، في اقصاء اللبنانييّن ونفيهم لا الى الخارج فحسب بل داخل لبنان.
هؤلاء المدَجَنون على ايدي فلول مصريّي الناصريّة، وفلسطينييّ العرفاتيّة، وسوريّي البعثيّة، وليبيّي الجماهيريّة، وايرانيّي الالهيّة-الفقهيّة، واسرائيليّي الالغائيّة، واميركيّي النيو-جمهوريّة، ودولارات البترو-صحراويّة…، المستكبرون بفراغات عقولهم والمتكّبرون بإرهاصات صغائرهم، المتلّطون وراء متاريس تمذهبهم والمتقاصِفون ببياناتهم الورقيّة…، هؤلاء، المقصيّ منهم والمخصيّ، ليسوا على خصام في ما بينهم بل على كامل التوافق على ارسال اللبنانيّين الى سفر برلك. ذاك المنفى الذي عرفه اجدادهم منذ مئة عام على ايدي سلطنة متهالكة توهّمت انّها من الكبار… فأماتتهم جوعاً، وتنكيلاً، وإبادةً.
اليوم، هذه الطغمة القابضة على “ادارة التوحش”، المستثمرة بالكوارث، إنتفضت متباريةً بالتظاهر ضد هذا الشعب الفاسد.
كيف لا يكون فاسداً، وقد تفوّقوا له في استنساخ نظامٍ توتاليتاري كل شيء فيه مقنّن: التنفّس، والماء والكهرباء، والحصص الغذائيّة، والمحروقات، والمواد الحياتية، وما يستتبع ذلك من كساد وفساد واستبداد ورقابة بوليسيّة، وارتفاع اسعار فاق ال400% في اقل من سنة ونصف، وصولاً الى حجز الودائع المصرفيّة والقبض عليها بعدما وصلت خسارة قيمتها الى ما فوق 80%… وهو ساكت؟!
كيف لا يكون فاسداً، وقد أبدعوا له في ابتداع نظامٍ يختلط عليه التمييّز بين الهزيمة والانتصار، بين الحق والباطل، بين الحرية والاستعباد، لا نقطة ارتكاز فيه، ولا شبه تداولٍ للسلطة، ولا صورة قانون. نظام يتقصّد فنون العزل عن الشرعيّة كما عن العالم، وقد إختطف ادنى الحقوق الانسانية البديهيّة التي تعود لشعوب العالم… وهو ساكت؟!
الخلاص؟
بصرخة ابو أحمد (عاصي الرحباني) في فيلم “سفر برلك” بوجه طاغية “التوحش”: “تسليم يوك… وسفر برلك يوك؟ انا هون… انتَ روح اناضول… كل مطرح انتَ بتكون: في ظلم، في خراب، في جوع…”
بها… لا يبقى الشعب اللبناني فاسداًّ!
غدي م. نصر