سقطت صفة “اللاّجئين” عن السوريين!
يتحمّلُ الإتّحاد الأوروبيّ المسؤوليّة الأكبر للوجود السوري في لبنان، بل الإحتلال السوري للأراضي اللبنانيّة ولو كان من نوعٍ آخر، وكلّ سياسة CNHCR في لبنان. لقد “تبلّدَ” السوريّون (كما نقول في العاميّة) وأصبحوا يمتلكون وقاحةً في التّعاطي مع اللبنانيّين أبناء هذه الأرض، ناهيك عن عمليّات النّشل والقتل وكافّة أعمال “الزّعرنات”، والزّعزعة الأمنيّة والإقتصادية الحاصلة بسببهم. وبالحقيقة، إستقبل لبنان منذ الـ2011 لاجئين سوريّين كانوا معرّضين لخطر الموت، وكان من أكثر الدّول إنسانيّة في هذا الملفّ، في وقت لم تفتح الدّول التي تُعطينا أمثولات في حقوق الإنسان حدودَها أمامهم، أو فتحتها لفترة محدودة.
نقف اليوم أمام أعتاب مرحلةٍ جديدة سياسيّة وأمنيّة، إذْ لم يعد هناك معارك وجبهات مفتوحة في سوريا، ما يعني أنّ الأزمة السورية انتهت إلى حدّ كبير جدًّا، وبخاصّة وأنّ سوريا قد تعيد “مضاجعة” السّعودية وبعض الدّول التي كانت على عداءٍ معها إبّان الحرب السورية، وبالتّالي، هناك إمكانيّة كبرى لعودة جزءٍ كبير من السوريّين إلى سوريا، ولكن هذه المرّة، من دون الوقوف على خاطر أحدٍ منهم، (كما يتحجّج الإتّحاد الأوروبيّ) بل هي عودة قسريّة إلى بلادهم ولا جدال فيها.
أظهرت التّقارير الإعلاميّة أنّ معظم المتواجدين في أرضنا، استساغوا الأجواء اللبنانيّة، من حريّة وسلام شخصيّ، ولاسيّما من مالٍ وظروفٍ إقتصاديّة أفضل (هذا بالرّغم من أزمتنا) وهذا ما لم يجدوه في سوريا، وبالتّالي، فهم لم يعودوا نازحين لظروف أمنية وحربيّة، بل اقتصاديّة، وأضف إلى ذلك أنّهم يستفيدون من مساعدات الأمم المتّحدة. لذلك، نحن لسنا مستعدّين أن نستمرّ بإيواء أشخاصٍ مكبوتين، عقوقين، وكاذبين وغير مستعدّين للعودة إلى بلادهم للنّهوض بها.
أصبح لبنان بعد النّزوح السوري ثالث أكثر بلد مكتظّ سكانيًّا حول العالَم، إقتصاديًّا مفلس وبُنى تحتيّة منهارة وكهرباء منهكة ومياه مقطوعة وبطالة بلغت الـ40 في المئة، وهذا يعني أنّ لبنان يتحمّل أكبر وزر في تاريخه بسبب دول تُعطينا دروسًا في احترام حقوق الإنسان، فيما هي تستغلّ هذا الإنسان لمنفعتها الخاصّة. وأكبر مثال عن هذه الدّول هي الدّنمرك والسويد اللتين رحّلتا في السنوات الماضية أعدادًا كبيرة من السوريين.
إدمون بو داغر