سلاح يتأجج تحت الرماد!
تخشى دول غربية صديقة معنية بالملف اللبناني من تفاقم الوضع الامني في المرحلة المقبلة، بعد تلقيها تقارير مخابراتية تشير الى ان الساحة المحلية تشهد موجة تسلّح من قبل مختلف الاطراف والطوائف، تتزامن مع تدريبات عسكرية تُقام في مناطق نائية وفي طوابق سفلية ضمن احياء سكنية. كما علمت هذه الدول ان اسلحة لا تزال موجودة في مخيمات اللاجئين رغم مداهمات القوى الأمنية دوريا ومصادرتها قسم منها. هذا وقد رصدت المخابرات المحلية والاجنبية براعم شبكات ارهابية، لم تُكتشف بعد نواياها ولا الى اي منظمات تنتمي، والجميع يعلم انها الجزء الظاهر لجبل ثلج باطني.
الوضع الأمني قد يكون أخطر من الانهيار الاقتصادي، فالنار تحت الرماد تتأجج ولا أحد يدري متى ستندلع وماذا ومن ستلتهم، في وقت لا يزال السياسيون اللبنانيون على حالهم من المماطلة الخبيثة والقاتلة المبنية على مصالح ومحاصصات رجعية، بل على عنادهم السخيف. من هنا اتى الكلام القاسي بل التهديدي من قبل وزير الخارجية الفرنسي الذي اتهم المسؤولين اللبنانيين ” بعدم مساعدة بلد يواجه خطر.. وجودي”، وهو جرم منبثق من القانون الجنائي يمكن ان يصل الى محاكمة دولية.
إيجابية التفاقم الحالي!
قد يؤدي التعنّت السياسي والسباق على التسلّح الى احداث دامية او تفاقم أمني محدود. الامر مؤسف، لكنه إذا حصل سيثير غضب المجتمع الدولي ويوحّد الآراء المتضاربة اليوم حول وجوب تدخل مباشر لإنقاذ لبنان. وقد يتّخذ عندها هذا التدخل مسارات مختلفة من بينها العسكرية.
العالم بكل بساطة لن يسمح ان يزول لبنان. ومن يعملون على تجييره لبلد ما، او ضمه لبلد آخر، سيفشلون لأنه لا يزال ضرورة للشرق والغرب. ولا تزال بلدان عديدة غربية وعربية تعتبر بلاد الارز خطا احمر، رغم اشمئزازها من الطاقم السياسي الفاسد المهيّمن على مصيرها.
جوزف مكرزل