سنة حافلة بالاستحقاقات!
ودّعنا عام 2021 لنستقبل عاماً جديداً، أما الخلافات السياسية فلم تبقَ على باب العام الفائت وأبت أن تهدأ في الاسبوع الاخير من العام بل استعرت مبشّرة ببداية عام من التشرذمات والخلافات السياسية وخلط الاوراق والمسرحيات الكاذبة تمهيداً لأهم الاستحقاقات الآتية.
أولها الانتخابات النيابية، التي لا خيار للسلطة إلا بإقامتها على الرغم من أنها تشعر بالخسارة قادمة إلا أنها وبالنسبة لها الفرصة الاخيرة للحفاظ على غلّة أعوام من السرقات والصفقات وشراء القضاة وتعليب القوانين والتحايل على بنود الدستور. تعدّ الاحزاب العدّة وتحضّر الميزانيات بحذر بعد أن وقّع رئيس الجمهورية مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ولا خوف على الاستحقاق إلاّ من خضّات أمنية وكثيرة هي المسببات لمثل هكذا خضّات. ولكن يا رجالات السلطة لا تخافوا فالمواطن الذي جاع ولم يفتح فاه، الذي سلبت منه كرامته وبقي صامتاً، الذي قتلتم عائلته من دون أن يعرف السبب وما يزال يأمل بمعرفة الحقيقة، لن يقوم بأي تحرّك أمني، أما زعرانكم فلا يتحرّكون إلا بأوامركم، إذا لا داعي للهلع.
ثاني الاستحقاقات معركة الرئاسة، فيما الشعب مشغول بهموم ثقيلة وأحلام سخيفة، كأن يتمكن من الاستحمام بماء ساخن أو أن يصعد بالمصعد بدل الدرج الى الطابق السادس أو أن يجني ما يكفي لقالب جبنة وربطة خبز كي لا يذهب أولاده بلا طعام الى المدرسة، أو أن تمنحه إحدى الدول إذناً بالهرب إليها من جهنم لبنان، يتكابش الطموحون فيا بينهم على إصدار المواقف المنددة بسلوكيات المنافسين وكأنهم لم يرتكبوا أي جرائم في تاريخهم وكأنهم جميعاً من أصحاب الكفوف النظيفة وكأن القرارات بيدهم وكأنهم غير مرتهنين لأحد وكأن أحدهم من دون خطيئة ليرجم الآخر بحجر.
على أبواب هذه الاستحقاقات وفيما نحن باقون هنا مرغمون سلاحنا الوحيد يبقى التغيير في اوّل انتخابات.
اليانا بدران