“شحّدتوا” الجيش … الله لا يقيمكن!
ما كان صامداً من أوجه الدولة وهيكلها المتفتت سوى الجيش وقد امتدت يدكم الطويلة اليه وكسرت ظهره. لا يمكن للجيش أن يشبع شرفاً ووفاء! وكيف سيستمر بالدفاع عن وطن يقتله ويقتل عائلته وهم أحياء. كيف للعسكري أن يحترم بذّته إن كانت لا تؤمن له شيئاً من الكرامة والأمان. كيف لحافظ أمن الوطن أن يؤدي دوره إن كان هو لا يشعر بالأمان. كيف لمن حارب من دون عتاد وبكل بسالة كافح الإرهاب والاعداء أن يكافأ بتقليص ميزانيته وبإطعامه فضلات الكلاب.
يا حثالة، قتلتمونا و “شحّدتونا” الحياة بكل ضمير ميت، وأنتم مطمئنون أننا شعب خانع، نرضى بالذل بكل استسلام وإن رفعنا الصوت تفلّتون علينا مجموعة زعرانكم لتكسير ما تبقى بداخلنا من أحلام ببناء وطن نعيش فيه بكرامة.
ولكن أن يذهب قائد الجيش لقرع أبواب الدول الكبرى من أجل تأمين ما يضمن بقاء العناصر وعدم هروبهم، وطلبات التسريح تقدّم يومياً بالدزينة، فما الذي تحاولون أن تفعلوه؟ إن كنتم على علم بتبعات الأمر فتكون غايتكم فرط ما تبقى من دولة ومحاولات للدفاع عنها من أجل بيع الوطن واستباحته كلياً وإزالة بحصة العثرة من أمام الحدود السائبة وصفقات تهريب المواد النفطية والغذائية لإذلالنا أكثر. وإن كنتم غير عالمين بما تصنعه أيديكم أو غير آبهين فلا تستخفوا بالتبعات لأن الجيش الذي كنتم تضعونه في مواجهة أهله لن يدافع عنكم ويفتح الطرقات من أجل مواكبكم الحقيرة.إن “غنماتكم” جزء من الشعب المحروم الجائع، وإن كان الجيش لا يشكّل خطراً عليكم وتستخفون بحقوقه وإن كنتم قد تمكنتم من لجم غضب الشارع بالغصب فيما مضى فهذه المرّة إذا اشتعل غضب الشارع بقيادة الجيش فالهشيم لن يرحم أحدا و”الله لا يقيمكن”.
اليانا بدران