صفقة بيع وشراء!
في حرب الدول الكبرى نحن تفصيل صغير، نتحرّك بحسب الخطّة، نحارب بعضنا كما يريدون لنا أن نتحارب ويحلّ السلم على أرضنا عندما يقررون. في هذه المنطقة أو تلك غير مهمّ. تحت هذا الشعار أو ذاك ايضاً غير مهمّ. المهمّ هو مسار الخطّة بانتظار نتائج المشاورات. المهمّ اللعبة الكبرى وكيف ستنتهي ومَن سيتفق فيها مع مَن، ولبنان الى مَن سيُباع ومِن حصّة مَن هو.
فلا تظنوا أن القرار يوماً سيكون بيدنا لأننا على تفاصيلنا الصغيرة والسخيفة غير قادرين على التوافق ولا نسمح للحلول الجذرية بأن تكون مدار بحث بل اعتدنا اعتماد أنصاف الحلول التي تسمح للسرقة أن تتم وللصفقة أن تُبرم وللأرباح أن تُجنى.
اعتدنا على مسار من الفساد، من الصعب الرجوع عنه أو ايقافه لأن من بيده قرار الايقاف والمحاسبة محسوب على الجهات المسؤولة عن الفساد، فلا خلاص إلاّ بيد خارجية عملاقة قادرة على بسط سلطتها وقرارها على جذور الفساد لاقتلاعها إذا اقتضت حاجتها ومصلحتها الخاصّة ذلك.
ونحن كمواطنين في هذه الأدغال إمّا نتلقى نتائج فسادهم عبر دولار لا قدرة لأحد على السيطرة عليه ونموت جوعاً وفقراً بلا كرامة ولا طموح، أو ننتظر جلدة صندوق النقد الدولي الذي وإن اتفقوا على ورقة موحدة لبدء المشاورات معه سنتلقى نحن الجلدات الموجعة التي يصمم على ضربنا إياها مقابل أموال الإنقاذ.
وبانتظار أي سيناريو يُكتب لنا، تتخلل يومياتنا عروض استبسال وشعارات كبيرة تتكلم عن أمجاد حرب نصّبوا أنفسهم أبطالاً فيها فيما نحن جميعاً خاسرون، منذ تلك الأيام وحتى اليوم، وتلك الأرض التي يوهموننا أنهم قاتلوا من أجلها، ولتبقى هدروا الدماء عليها ليست ملكنا أصلاً وبشطبة قلم تباع ويُستثمر فيها. والله يرحم يلي ماتوا!
اليانا بدران