غباء مستفزّ!
في ظل كل ما نعيشه من فجور في السياسة والقرارات الظالمة الفاسقة والجرائم اليومية التي ترتكب بحقنا كشعب مذلول، قامت القيامة ولم تقعد على رجل يدّعي النبوية ويحاضر بالكلام الفارغ ويحاول خلق ظاهرة فريدة على مواقع التواصل الاجتماعي المليئة بالسخافات والتي أصبحت في أيامنا “الباطلة” شغلة من ليس لديه شغل فتدرّ عليه الدولارات بمجرّد تحميل فيديو مليء بالتفاهات. لأن عقولنا التي تقبّلت على مدى سنوات استغباء السياسيين لها أصبحت حاضرة واعتادت على تلقي المحتويات الفارغة. ولأننا نعيش بلا أحلام ولا آمال ولا ما يشجّعنا للعمل على تطوير أنفسنا، ولأننا نربي أجيالاً “ما إلا جلادة” العلم، تذهب الى المدرسة أسبوعاً وتبقى في البيت شهراً تحوّلنا الى متلقٍّ يشغل خلايا دماغه بلا شيء حتّى يملأ أوقاته ويشتت انتباهه عن همومه الحياتية اليومية.
إذا كان مدّعي النبوءة يشكّل تهديداً للدين فيا لهشاشة هذا الدين وهشاشة رجاله والمبشرون به! الدين أكبر من أن يهدده طبّال يبحث عن مشاهدات. الدين آيات واختبارات نعيشها يومياً ونلتمس فيها حضور الله في حياتنا فلولا عين الله علينا لما كنا على قيد الحياة في شبه الدولة المضمحلة التي ابتلينا بالولادة على أرضها!
استفزّكم هذا الطبّال ولم تستفزّكم جريمة تفجير مرفأ بيروت والدماء التي سفكت هدراً! ولم يستفزّكم من جلَب النيترات وخزّنه في واجهة المدينة ومن علِم بوجوده وصمَت “لأنو ما بيسترجي يعمل شي!”
استفزّكم مدّعي النبوّة ولا تستفزّكم مناظر أطفال ينامون كل ليلة ببطون فارغة ويبحثون في براميل النفايات عن فضلات متعفّنة أو كتاب رماه أحدهم! ولا يستفزّكم مرضى السرطان الذين يموتون ألف ميتة لأنهم محرومون من الدواء بسبب احتكار من هم بلا ضمائر ولا إنسانية!
أمام كل المشاهد الموجعة التي تملأ يومياتنا، أفضّل الضحك على سخافة أبو إنارة.
اليانا بدران