في حضرة خليفة بطرس!
هو الوطن الذي تخاف عليه الكنيسة، لأنه الوحيد الطالع من حقيقة الألم في الشرق والقادر على رفد الغرب كما الشرق ببرهان القيامة.
بالمقابل، لم يعطِ زويعيميّو لبنان اهميّة للكرسي الرسولي، بل اكتفوا ببرستيج التقاط الصور مع البابوات والكرادلة، مدّعين، بالسرّ او بالعلن، إدراكهم بلبنان اكثر منهم.
وكم من مرة شاركهم في ذلك زويعيميّو الكنيسة اللبنانيّة، مضيفين إليهم غباء على غباء.
ما سمعوا لبولس السادس، فدخلوا في احلاف اكبر منهم، قوّضتهم وبدّدت لبنان. وما سمعوا ليوحنا- بولس الثاني، فقامروا بحضورهم على امتداد الوطن، وارتضى بعضهم بلبنان الأصغر من الصغير، من “كفرشيما حتى المدفون”. وطووا ارشادين رسولييّن، هما بمثابة دستور متكامل لاستعادة ريادة دورهم.
اليوم، يستدعي خليفة بطرس رؤساء الطوائف المسيحيّة اللبنانيّة الى حضرته، لـ”يوم تفكير وصلاة من اجل لبنان”، بعدما تشارك زويعيميّو لبنان رمي جثّته في جهنم.
يدرك البابا فرنسيس سلفاً انّه سيسمع من جوقة زغاليل انطاكية وسائر المشرق كلاماً فارغاً عن رؤاهم العديمة، وسيكتشف اسماء بعضهم، الهنيّ حد الاختفاء في عزّ شهادته المطلوبة.
ويعرف تصارع الزويعيمييّن المسيحييّن السياسييّن، الذين دفنوا شعبهم، ولمّا يزلوا يتبارزون على اقصاء بعضهم البعض، فيما المطوّب نفسه “زعيم المسيحييَن المشرقييَن” متربّع على عجز من اكتفى بالكرسي غنيمة، وصهر اوهامه يسرف في لغو الحفاظ على حقوق المسيحييّن، وهو اكثر من قضى عليها: من ايكال استرجاعها لسيّد ولاية الفقيه المقيم في لبنان، الى نسف العلاقات اللبنانيّة-الفاتيكانيّة بإرسال سفير ماسوني من الأزلام الى الكرسي الرسولي، ومن ثمّ سفير الشهر الى سفير جائزة الترضية المقيم في لبنان.
هل ينجح البابا فرنسيس في التأكيد على انّ لبنان مُعطى غير زائل، مهما عاثوا فيه فساداً وتلاعبوا به صغاراً؟
المطلوب ملاقاة الكرسي الرسولي مسيحيّاً لبنانيّاً، بإستراتيجية وشخصيّة تاريخيّة… وكلاهما غير متوفّر آنيّاً لا كنسيّاً ولا سياسيّاً.
غدي م. نصر