كسر “تحالف التجميد”!
كما التلميذ العاطل ينجز فرضه في اللحظة الأخيرة قبل دخول المعلّم، كذلك المسؤولون اللبنانيون هرولوا لتحقيق معجزة التكليف قبيل وصول الرئيس الفرنسي الى بيروت. حقا لا يزال حكّامنا قاصرون سياسيا، وبحاجة الى عصا دائمة تماما كما صوّر المتنبي “العبيد المناكيد”.
كثيرون تمنّوا على الرئيس الفرنسي ان يلغي زيارته الثانية كون شيء لم يتغيّر منذ الاولى، لكنه أصرّ على المجيء معتبرا انه إذا لم يفعل سيستمر سياسيونا فيما سمّاه “تحالف الجمود” بل التجميد الذي ألغى القرار وحوّل الدولة الى منظومة “عرّابين” يتكاتفون لتحقيق مآربهم المافيوية.
رسالة ماكرون واضحة، انه حازم، وسيبقى على إصراره انقاذ لبنان، وسيحاسب دوليا كل من يعيق تحقيق هذا الهدف. أي باختصار “ساعدوني على انقاذ بلدكم والّا سأعمل على جعلكم تدفعون ثمن تلكؤكم”.. وأعذر مَن أنذر!
تلاميذ حافظ الأسد!
المافيا اللبنانية الحاكمة مكوّنة بمعظمها من “تلاميذ حافظ الأسد” الذي ربح رهاناته من خلال المماطلة حتى يهمد الاندفاع الغربي فتنجلي الضغوطات. هذا الأسلوب لا يتلاءم وطبع الرئيس الفرنسي الذي يصرّ الى حد العناد لتحقيق أهدافه، لذا ننصح اشاوس سياستنا بإعادة حساباتهم، لان خلاصهم رهن خلاصنا. املنا ان يكون تكليف السفير مصطفى اديب، المثقف الراقي، لرئاسة الحكومة خطوة أولى على درب الإصلاح المنشود.
لبنان ليس مئويا!
قول وزير الخارجية الفرنسي “لبنان مهدد بالزوال” زاد من إحباط اللبنانيين الذين يئسوا من إمكانية انقاذ البلد. كلام لودريان مجرّد تحذير للسياسيين اللبنانيين من مغبّة تجاهل مشروع فرنسا الإنقاذي. تماما كما الإنذار الاستباقي لماكرون من خطورة اختلاق احداث أمنية، كعملية خلدة، وإعادة زج البلاد في حروب الآخرين.
لبنان اكبر من ان يزول، فهو ليس مئويا، انه الّف مرارا، وسيبقى.. حتى لو تغيّرت معالمه بحكم الواقع. من سيزول هو طاقمنا السياسي الفاسد.
جوزف مكرزل