«كل من إيدو إلو»!
أنظر حولك ترى «فراعنة صغار» في كل زمان ومكان … هناك من يحجز موقفاً خاصاً لسيارته، وآخر «فاتح مصلحة» موتور كهرباء يزوّد به الحي، وثالث يبيع المياه المفلترة (على حد زعمه). كما تجد من لديه سنترال هاتف دوليوانترنت وزبائن، ومن يمدّ كابلات تلفزيون لمشتركيه، ومن يستعمل الرصيف لعرض بضائعه أو تحويله إلى ورشة لأعماله …
للأسف تطوّر الأمر إلى موضة سرقة السيارات والإعلان عنها وإعادتها إلى أصحابها لقاء بدل، وخطف أشخاص لقاء فدية، وحرق إطارات السيارات وقطع الطرق والأوتوسترادات وعزل المناطق ردّة لفعل أو تثبيتاً لمطلب أو تأكيداً لموقف.
ما سبق يجري على صعيد الأفراد والعائلات والعشائر والمناطق، والآن دخل لبنان مرحلة خطيرة جداً من مراحل واقع «كل من إيدو إلو» على صعيد الجماعات والفئات السياسية والمذهبية، فهذه الفئة لا تعترف بسياسة الدولة، وتلك لا ترغب في وجود الجيش أو قوى الأمن في بلدتها أو في منطقتها، وهلم جراً!
ولأن «معظم النار من مستصغر الشرر»، فهل تتصاعد ظاهرة «كل من إيدو إلو» بحيث تؤدي إلى واقع بغيض هو الترويج لـمنطق «الولايات المتحدة اللبنانية» أو «الممالك اللبنانية المتجاورة»!
عبد الفتاح خطاب