لبنان: مِن حصّة مَن سيكون؟!
أثبت المتزعّمون المتسوّسون وأزلامهم الملحَقون أنهم بالإسم لبنانيون أما بالفعل فهم غير ذلك كلياً. هذا يُهاجم السعودية ذاك يُدافع عنها! واحد يشتم سوريا ثانٍ “يحشد” لها! هؤلاء يشيّطنون أميركا أولئك يؤلّهونها! أحزاب تمجّد إيران أحزاب تلعنها! زويعم يتودد لتركيا غريمه يتحدّاها! منهم يقول شكراً قطر ومنهم يصرخ ضدها! أحدهم يحنّ للناصرية آخر للامبراطورية العثمانية! البعض يحلم بعودة الانتداب البعض الآخر يترحّم على الوصاية! جميعهم يؤيدون المبادرة الفرنسية ولا أحد عمِل بموجبها!..فيما أميركا تفاوض ايران! والحرارة تعود للخطوط السعودية- السورية! وتستمر اللقاءات الإيرانية – السعودية في العراق! مفاوضات فوق الطاولات وصفقات تحتها! الدب الروسي في المياه الدافئة! التنّين الصيني تمدّد ويتمدّد! الشعوب دفَعت ثمن الدمار! الحروب قصَفت الأعمار! والأنظمة تقبض أثمان الإعمار! اسرائيل تستبيح المقدّسات! تسويات بالحديد والدم والنار! رسم خرائط وتقاسم نفوذ في الشرق الأوسط الغازي والنفطي! أنابيب وقنوات بحرية! سقوط أنظمة وتثبيت أخرى! المسؤولون باعوا وطنيتهم بثلاثين من الفضة! ينبطحون أمام القناصل والولاة ويتباطحون على “إجر” كرسي! المواطنون يجوعون ويفقرون! كل ذلك يجري على حِساب لبنان ومن حِساب اللبنانيين! غداً ينتهي توزيع الحصص! طبعاً لن يكون للبنان حصّة! إنما من حصّة مَن سيكون؟!
انطوان ابوجودة