لنخفّف غباءً واستهلاكًا للسوقيّة حول العالم!
بدأت تعمّ فوضى التّصريحات من الشرّق ومن الغرب بشأن تهجير الفلسطنيين وتحديدًا أبناء غزّة إلى مصر والأردن وآخرها إلى المغرب، وحتّى أنّ التصريحات المعارضة صدرت من روسيا بشأن هذا التّهجير المنافي نفيًا راديكاليًّا ودراميًّا للقانون الدوليّ الخاصّ بحق الهجرة الطوعيّة لكلّ مواطن وفي حالة الحرب وليس القسريّ في أيّام السّلم أو حتّى في فترات وقف إطلاق النّار.
كلّ ما يحدث اليوم حول العالَم ليس سوى مقدّمة لحروب ضروس، ستجتمع في نهاية المطاف في حربٍ واحدة ستبتلعُ مَن لَطَالما حسبَ نفسَه غولاً (الغول) والحقيقة أنّه كائن خرافيّ يردُ ذكره في القصص الشعبيّة والحكايات التّراثيّة، ويتّصف هذا الكائن بالبشاعة والوحشيّة والضخامة وغالبًا ما يتمّ إخافة الأطفال بقصصه.
أمّا عن المسرحيّة اللبنانيّة الهزليّة، وبخاصّة مسرحيّة تشكيل الحكومة ومشاركة الضّباع السياسية فيها، فحدّث ولا حرج. لم تمرّ بعد في مصفاة أذهانِهم أنّ حياتَهم السياسية شارفت على النّهاية، وهي تلملمُ بقاياها التي تتوالى قبل حلول الإعصار؛ ولا نعني بهذه الطّبقة السياسية “حزب الله” فحسب، بل كافّة الأحزاب السياسة التي ستصبح عمّا قريب بمثابة NGO وجمعيّات أهليّة أو أحزاب فخريّة، ولو حاولت إعادة بناء نفسها، فالدّعامات الدولية والعربية لن تعود تلتفت إليها عمّا قريب.
والسّخافة السياسيّة الأكثر سخرية وتنمّرًا واستخفافًا بعقول اللبنانيين، هي التّأسيس “لوزارة السّعادة وجودة الحياة” تيّمنًا بالإمارات العربية، وفي الحقيقة أوّل من أدرج في مجتمعه مفهوم “وزارة السّعادة” في مملكة “بوتان”. هي منطقة غير ساحلية في جنوب آسيا، وتقع في الطرف الشرقي من جبال الهملايا، يحدّها من الجنوب والشرق والغرب جمهورية الهند، وإلى الشمال جمهورية الصين الشعبية. دين الدولة هو فاجرايانا البوذية ويبلغ تعداد السكان نحو 727,145 وأغلبيتهم ينتمون إلى البوذية بينما الهندوسية هي ثاني أكبر الديانات. ولكن في المقابل، كم من دولة أدرجت وتبنّت وزارة السعادة ولم تبلغها واللائحة طويلة. وهناك دول خصّصت وزارات لـ”البهجة”، غير أنّ السعادة والبهجة وكلّ مشتقّاتهما لن يجدهما الإنسان على هذه الأرض، وادي الدّموع والمطهر بفرعه الأوّل. لنخفّف غباءً واستهلاكًا للسوقيّة حول العالم.
إدمون بو داغر