لَيتهم يحجرون السياسيين!
بعد فشل الحكومة في إدارة ملف وباء كورونا ما أوصلنا إلى الحجر من جديد، من واجبنا أن نسأل كيف انتقلنا من أشطر البلدان في العالم بمحاربة الوباء في موجته الاولى الى أفشلها في موجته الثانية؟
بدأت الحكاية بوزير قرّر أن يلعب دورالبطل-الخارق في وسائل الإعلام بدل الاستفادة من الوقت الذي أُتيح له ليجهّز المستشفيات ويزيد قدرتها الاستيعابية لمواجهة الموجة الثانية التي كانت مرتقبة. هذا ما فعلته البلدان المتطورة التي يعمل مسؤولوها بجدّية بدل التطاوس. علماً أن هناك مستشفيات في بعض الأحياء والمناطق جهزت فيما غيرها لم تتوفر لها الإمكانيات.
صحيح أن الوباء أكبر من قدراتنا على استيعاب المصيبة، كما صحيح أن المواطن اللبناني لم يلتزم التعليمات الوقائية، لكن كان من الممكن مراقبة الموضوع بشكل جيّد وملاحقة المخالفين من قِبل دولة من المفترض أن تكون أكثر جدّية وأكثر صرامة، فيما الميوعة والتخاذل سَيدا الموقف. أما كلفة التجهيز فكان مؤمّنا كما قال الوزير الحالي بقروض نائمة في أدراج أسلافه.
ذاهبون إلى الحجر، حجر يستثني نصف البلد فيما ربع آخر لن يلتزم دون أن يجرؤ أحد على إجباره التقيّد بالقرار الرسمي.أما الباقون فلا حَيل ولا قوة لديهم سوى الرضوخ الى أمر واقع : هم من يدفعون كل الأثمان!
مشاكلنا كثيرة والحل واحد. لن نتمنّى الموت لأحد كما فعل وئام وهاب، لكن “لو بيحجروا السياسيي شو على بالنا”!
حركوش