ما بتستحوا؟!
العالم أشفق علينا وأنتم لا تشفقون لا بل تقفون أمام الكاميرات ومن على المنابر تتواقحون. لا دموع تخجلكم ولا دمار أنتم سببه يردعكم عن تفوه الحماقات. أمام أم خسرت زوجها وطفلة مات أبوها أمام عينيها وعجوز فقد كلّ شيء حتّى رغبته بالحياة تدافعون عن الحقراء الذين لم يتحرّكوا لمنع الفاجعة من الحدوث. لقد مرّ على تلك الدقائق أكثر من مئة يوم، دفنتم بيروت ودفنتم معها الحقيقة. ما من صاحب ضمير أو مسؤول يحاول البحث عن الحقيقة أو شفاء غليل مَن فقدوا أحباءهم. لم تحاسبوا أحداً بل جلّ ما تقومون به هو البحث عن كبش محرقة علّنا نستكين وننسى. لكنّ هذه المرّة الفاجعة أكبر من أن نتخطّاها والذكريات في هذه الشوارع وأزقتها أكثر من قدرة الوقت على محوها وكمّية الدمار أكبر من قدرتكم على إخفائه.
وبعد أكثر من مئة يوم ما زال لبنان يغرق أكثر فأكثر في أحزانه وأزماته وأنتم مستمرون بالبحث عن مصالحكم الخاصّة بكلّ وقاحة ولا يردعكم شيء! أتت المبادرة الفرنسية كفرصة لانتشالنا مما نحن فيه، كذبتم بوجهها واستمريتم بأعمالكم المشينة. العالم كلّه يرغب بمساعدة لبنان وأنتم لا ترغبون! كيف أوصلنا أنفسنا الى هذه المرحلة؟! كيف أوصلنا هذه الكمّية من القذارة الى الكراسي؟!
الحكومة التي كان يجب أن تتشكّل أمس وليس غداً ما زالت معلّقة على الرغم من أننا نحتضر.
الحكومة معلّقة لأنكم لم تتّفقوا بعد على تقاسم مزاريب المال لإشباع أفواهكم المفجوعة! الحكومة معلّقة بانتظار التطورات الخارجية والاتفاقات التي يرسمها ساكن البيت الأبيض حول المنطقة.
هم خبراء في إضاعة الفرص لكن الغضب والحزن الناتجان عن أفعالهم هم وقود فرصتنا لاستعادة هذا الوطن منهم ومن أجل كل من قتلوهم غدراً علينا انتهاز الفرصة!
اليان بدران