ما تتعبوا ما في نوا … ما تندهوا ما في حدا!
نحن نعيش في تداعيات حرب اشتعلت ببوسطة في عين الرمانة ولم تنطفىء ومعرّضة في أي لحظة للإشتعال من جديد. الى الجيل الذي أنتمي إليه والذي يبحث عن وطن ليقول أنا منه وعن أرض يزرع فيها تعبه فلا يحصد يباس. الى جيل في رأسه مليار فكرة ومشروع للبناء ينتظر فرصة وأمان ليخوض مغامرته ويؤسس لمستقبل من دون أن يدمّر أو يسرق جنى عمره أحد بغمضة عَين. الى هذا الجيل الذي لا ذنب له بما حصل وبمن أشعل الفتيل ولماذا هم يريدون أكلنا ونحن نلتزم منطقتنا ولا يدري من هذا الـ “هم” الذي يجب أن نبقى بخوف دائم منه وندافع عن أنفسنا في وجهه بسلاح يحضر بلحظة عندما تقتضي “الحاجة”. الى هذا الجيل الذي يدفع ثمن خيارات لم يأخذها ويحاول أن يعيش و “ما عم بيخلّوه” أقول، “ضب غراضك وفلّ”! نعم “فلّ” لأن هنا في هذه الأرض وطالما الله “مطوّل بعمرن عالكراسي” ستبقى بائساً يائساً من دون حلم ولا أمل ولا مستقبل. في هذه الارض وطالما هناك من يخاف من الـ “هم” وكلما خاف حمل سلاحاً وأشعل جبهةً “ما إلك أمل”. وإن كنت ظننت في يوم من الأيام أن بيَدك التغيير فانسى يا صديقي أو على الأقل غادر وحاول من الخارج حيث سيعطونك أرضاً غير متنازع عليها بين الطوائف وليس عليك حماية وجود طائفتك فيها. وستكّد ولكن هناك من سيقدّر تعبك وستكبر بكرامة وشيخوختك ستكون من أكثر أيام حياتك راحة وطمأنينة. لن تموت على قارعة الحياة بسبب دواء لم تجده وكرامة حاولت التمسّك بها ولكنهم أرغموك على بَيعها مقابل ليتر بنزين أو ربطة خبز! ارحل لأن ما من أحد تعلّم أن في الحرب ما من رابح وخاسر!
اليانا بدران