ما في شي بيدوم …
أوراق التوت تسقط الواحدة تلو الأخرى وعريكم بان، مشاريعكم الوقحة أصبحت مكشوفة وطبعاً هذا لا يشعركم بالخزي. فمن أمام وجع شعبه وأحزانه وأمام دمار عاصمته وأمام مشاهد الجوع والفقر والعوز وأمام مسارب التهريب المفتوحة على مصراعيها فيما شعبه يتناتش الحليب والدواء ويتسول أبسط حقوقه، وأمام انهيار القطاعات التربوية والصحية والمصرفية وفي ظل الفلتان الأمني لا تتحرك في داخله أي مشاعر انسانية ولا يصحَ ضمير ولا يهمّه التخلي عن القليل من الأنانية ولا يشبع جشعاً ولا يحسّ بندم، ومن أمام موت الوطن لا يهمّه سوى نفسه لن يردعه شيء عن استكمال ما بدأه مهما كلّف الأمر.
لا تشبعون كلاماً وشعارات وكذب وكأن كذبكم ما زال ينطلي علينا. وفي مواجهة المشاكل تتغافلون عن الأسباب التي ستوجّه أصابع الإتهام نحوكم وتبحثون عن مسكنات بغلاف “حلول” توقف النتائج لبعض الوقت وتؤجّل الانهيار الكبير. الأمور متّجهة الى مزيد من التأزم، وعلى الصعد كافّة. القطاع التربوي اختار الإضراب بعد أن استنفذت قواه وانتظر وعودكم التي بقيت خطابات في الهواء. القطاع الصحي يقاتل باللحم الحي ويحاول تضميد جراح مخالبكم و”مكمّل باللي بقي” من دواء ومستلزمات وعديد وأنتم تتباطأون في تأمين اللقاحات وتسرقون الأموال المحوّلة لدعمه. الأمن الغذائي مفقود دعمكم غير مطبّق إلا على ما يُهرّب والإحتكار ماشي وقد “عديتم” التجّار جشعاً وقلّة ضمير. تتواطأون مع الكارتيلات والمافيات بدل صدّها. وتتركون مصير شعبكم معلقاً بدولار يحلّق على هواه.
وعندما شعرتم بالخطر الأمني بدأ يقترب منكم ووصلت أصوات البطون الفارغة الى آذانكم حاولتم بكل سفاهة ملىء جيوب العسكر ببضع ليرات ليستمر بردع تسونامي الغضب الشعبي عنكم وعن إجرامكم وتطول صفقاتكم وتستمر. ولكن تذكروا جيداً “ما في شي بيدوم” … والبقاء للأقوى!
اليانا بدران