ما لا أعلمه.. أيها القاتل!
أعلم ان مع صياح الديك يستيقظ جفن الصباح من فراشه.
وأن العصافير تنقد من يد الطبيعة خبزها الاخضر.
أعلم ان مع الغروب يبدأ الصمت ويسدل الستار فتغفو الاحلام بعيونها الصافية في عشها الابيض، وتتعانق الفراشات تحت لحاف الأزهار وتنام السفوح عند اقدام الجبال مطمئنة.
أعلم ان للأمل ريشاً وحروفاً من كل الألوان وأن الاشجار الطويلة تشبه النسور، وجذورها غارسة في الأرض كقصائد الشعر.
لكن ما لا أعلمه كيف اصاب العمى كل البشر، ليعبثوا بأظافرهم الجارحة، بأزاهير الارض ويزرعوا في بطن الاطفال الجهل المجبول بالطين الاسود، فيشتدّ الموت كالسيف القاطع على الجسد الطيب، ينطفئ القنديل والقاتل لم ينحن ظهره بعد، هو كالهواء غير مرئي، يسرح في كل مكان بأسنانه الحادّة مع الصقيع الحارق.