متى ستُفقد السّيطرة التامّة؟!
بدأت ظلال الحروب الأهلية التي تسبق الحرب العالمية تخيّم فوق العديد من الدّول التي سُمّيت بالدّول الراقية أو بدول الشمال. ها هي الحرب الأهلية الأميركية وهي عبارة عن صراعات داخليّة حدثت داخل الولايات المتّحدة الأميركية والتي امتدّت من العام 1861 إلى عام 1865 تعود وتتحرّك خلاياها النائمة منذ قرون، وذلك منذ أن أُزيح قسرًا دونالد ترامب عن كرسيّ الرئاسة منذ أربع سنوات تقريبًا، لغاية الأمس حيث خدشت رصاصةٌ أذنه كانت تستهدفه. والحبل على الجرّار.
توازيًا، أخذت ظلال حروب أهليّة أخرى تخيّم فوق دول أوروبا، واستهلاليّتُها ستكون من فرنسا “أمّ لبنان الحنونة” والتي على ما يبدو لكثرة احتكاكِها مع مسؤولي لبنان من خلف الكواليس ستنتقل إليها عدوى الإنقسامات الداخلية والخوف من الآخر والكيدية، وها هي حاليًّا بعد الانتخابات الأخيرة غَدَت فسيفساء متنافرة، متأهّبة لأيّ طارئ عنيف. والحبل هنا أيضًا على الجرّار.
أمّا الصّفعات التي سيتلقّاها العالَم على الخدَّيْن الأيمن والأيسر سيكون مصدرها اليهود المتطرّفون بشخص “بطل العالَم في إراقة الدّماء” بنيامين نتنياهو وحزبه المتهوّر للحفاظ على عرينه السياسيّ ولقب “الشّعب المختار” ولو أدّى ذلك الى احتراق الكوكب و”بظهر البيعة” الحليفين الأميركي والبريطاني. ويترك نتنياهو أرض الدّماء هاربًا بين الدّول من مذكّرات التوقيف الدولية نحو أميركا مؤجلاً صفقة التفاوض، في حينِ أنّه يحتفظ بوتيرة المجازر على تصاعدها. أمّا هنا، فقد قُطع الحبل وانفصل عن الجرّار وخرج عن السيطرة، والله أعلَم!
وفي وقتٍ تغيبُ أفق الحلول الديبلوماسية عن الساحة الدولية، نجد أنفسنا أمام سؤال محوريّ: من هي الدّول التالية التي ستنخرطُ في هذه الحروب الدّائرة من الشرق ومن الغرب، وكلّها مترابطة ومتشابكة؟
وعلى خطّ مقابل، هناك من يقاوم “النّعاس الرئاسيّ” وتحديدًا في لبنان، وزلاّت العمر السياسية التي لم تبنِ يومًا وطنًا، فمتى سيصحون من كبوتهم ونكبتهم ويُشفون من عللهم؟!
إدمون بو داغر