مخمّس مردود!
فجأة تفتقَّت عبقريَّة النجيب، فروى أنَّ “نسبة المسيحيِّين في لبنان لا تتجاوز 19،4 %”، ودّعم مقولته بتقرير إطَّلع عليه في البطريركيَّة المارونيَّة. واللافت- العجب في هذا الكشف ليس التقرير ومحتواه ومصدره، ولا توقيت إعلانه بعدما إستطمع بكافَّة الصلاحيَّات فإستطابها وإحتواها… بل في الرقم المكشوف، لا سيَّما لجهة ما بعد الفاصلة: فالرقم 4 ليس 5، إذ أنَّ الرقم 5 وفق سيستيم العلوم الحسابيَّة يتِّم تدويره فيصبح ما قبله كاملاً، أيّ 20%.
أجل! أراد النجيب القول للمسيحييِّن أنَّهم لا يصلون حتى الى 20%، ما يستوجب تالياً طرح المضمور: لِمَ تتمسَّكون بصلاحيَّات لكم باتت أكبر من حجمكم؟ لِمَ تتمسَّكون بمناصب غدت أكبر من عددكم؟ لِمَ بقيتم ها هنا… لبنان لم يعد لكم، وبقاياكم فيه كالأسماك المتحجِّرة: متجمِّدة في يقظة اللاشيء، جزء نافل من تاريخ إنقضى، ذكرى لرف في متحف؟
أمّا الأنكى، أنَّ ما من أحد ردَّ على النجيب بما يليق: غباءُ فراغٍ وسخافةُ هزالٍ…، الى أن سطع ردٌّ من كعب الدست لصاحب زنَّار متحمِّر، يتحفنا من وقت الى آخر برؤى ديماغو- سياسيَّة تتفوَّق على أعتى الإيديولوجيَّات. فَلنُصغِ: “…عليه ألَّا ينسى أنَّ المسيحييِّن في لبنان يملكون 64% من أرضه.”
كذا، هوذا الردُّ الصاعق، الصادم، المزلزل: ما همَّ العدد، طالما نمتلك رقماً- ينتهي بدوره بـ 4 من الأرض؟ نعم، فلبنان أرض، وما همَّ إن إمتلكتها مؤسَّسات صاحب الزنَّار وتوابعها وبعض متزلِّفيها، وأقصت عنها الشعب الملتمس قبساً من رحمتها لتسديد أقساط ابنائه،أوإستشفائه،أو إبقائه على قيد الحياة ولو بائساً.
مرعب درك من يدَّعون النطق بإسم اللبنانيِّين، مسيحيِّين ومسلمين، وقد تجوهروا مافيا مشتركة، لا الشعب همُّها ولا الأرض بحقيقتها… بل تأبيدها متسلِّطةً فوق أيِّ إعتبار.
وطالما بالزجل الرديء تتلَّهى، فلها هذا المخمَّس مردود:
بيضة ولبطة وحمارين
حمارين وبيضة ولبطة
ولبطتين للحمار البلا بيضتين!
غدي م. نصر