ميزان الغاز والنووي!
شن رئيس روسيا حرباً ظناً منه انه سيبتلع جيرانه بلحظة. لكن المقاومة الشعبية الاوكرانية غيّرت المعادلة وبدّلت القرارات الدولية. تماماً كما حصل في بداية الحرب على لبنان.
البسالة الاوكرانية والظهور الاعلامي الكثيف للرئيس الاوكراني الذي لم يهجر عاصمته ورفض اللجوء السياسي الاميركي، اجبرا العالم على التدخل عسكريا لمساندة كييف، ما ادى الى تحويل “الحرب الخاطفة” الى نزيف طويل الأمد ستدفع ثمنه اوروبا بشكل عام وروسيا بشكل خاص.
هذا ما جعل واشنطن تعدل عن تسليم اوكرانيا للكرملين، وتنتقل للخطة باء : إضعاف روسيا، وشل قدراتها لسنوات، ما يسهّل مواجهة الصين التي لن تبقى صامتة. اما اوروبا التي بدأت تتهيأ لمرحلة صعبة اقتصادياً واجتماعياً، بتضامن غير مسبوق، فقد اتخذت قراراً استراتيجياً بانهاء ارتهانها للغاز الروسي.
لكن القيصر بوتين، مستعد لحرق العالم للمحافظة على سلاح الغاز. ما نقل مشروع ضمّ اوكرانيا الى صراع وجودي حول الغاز، وصل الى حد التهديد بالنووي. تهديد يأخذه رؤساء الغرب على محمل الجد الى حد التهيؤ له عسكرياً، لأن الرئيس الروسي يرى في الهزيمة نهاية نظامه وحتى بلاده!
عولمة حدودنا البحرية!
الصراع “الغازي” لن يبقى محصوراً باوروبا ولن يقتصر على حدود حرب اوكرانيا. لذا الانظار تتجه نحو الغاز المتوسطي القريب، ما يدخلنا مباشرة في كباش اممي حول استقلال اوروبا.. وسقوط روسيا استراتيجياً. اي عولمة حدودنا البحرية، التي ماطل بترسيمها سياسيونا الأغبياء.. بل العملاء.
وجود روسيا على حدودنا الشمالية والشرقية فيما الاوروبيون والاميركيون في البحر، يزيد الضغط علينا والمخاطر على أمننا. هذا وبوتين يمتلك سلاحاً فتاكاً وهو أزلام السوريين و”محور الممانعة” الأقوى حالياً. فهل تصمد “المظلة ” الاميركية-الفرنسية التي حيّدت الحروب عن لبنان، ام انها سقطت مع الكباش الاستراتيجي العالمي المستجدّ؟!