نتنياهو ونصرالله: طوم وجيري!
معظمنا يجهل لماذا أقدمت شركة والت ديزني اليهودية على ابتكار كرتونات طوم وجيري. السبب يعود إلى أيام هتلر حيث كان اليهود يكتنزون الثروة الألمانية حتى أطلق الألمان عليهم تسمية “الفئران القذرة”. وكانت الغايةتغيير نظرة الأوروبيين للفئران بتقديم “ماوس” ذكي ولطيف “جيري” يسيطر بذكائه على الهر القوي “طوم” ويهزمه في كل جولة.وإذا اعتبرنا اليوم ما دار ويدور بين الحزب وإسرائيل نرى أن تسمية طوم تنطبق على نتنياهو الأخرق والمتعجرف فيما تنطبق “جيري” على نصرالله الذكي و”المهضوم”!
حدث هذا السيناريو ولا يزال بين الإثنين في كافة الجولات الحربية والسياسية مع إسرائيل. إنه تقييم الرأي العام الإسرائيلي عندما يضع القائدين في الميزان. طبعاً، يكره الإسرائيليوننصر الله ويحبونه في وقت معاً. على المستوى السياسي والكر والفر، يتقدم “جيري”بمراحل على نظيره “طوم” سواء كان ذلك في استباق الأحداث أو المقدرة على المناورة. لكنهما يتشابهان في كيفية السيطرة الديماغوجية على مواطنيهماوتسييس وجودهما الشعبوي. أما الإعتماد على الخارج فالأول لديه “الظل الشريف” والثاني “كاوبوي واشنطن”.
السيناريو الأخير جاء كما يلي: عندما بلغ القلق والتوتر حده الأقصى في الجيش الإسرائيلي توقعاُ لرده على مقتل علي محسن، أرسل نصر الله أربعة مقاتلين عبر مزارع شبعا للتحرش بالدورية الإسرائيلية والإنكفاء. فصدرت الأوامر بالقصف المدفعي الذي لم يُسفر عن شيء سوى إصابة منزل في الهبّارية. لم يطلق الحزب طلقة واحدة فيما اعلن نتانياهو “إيقاف اجتياح الحزب للحدود” الذي لم “يبلعه” إسرائيلي واحد خاصة بعد تصريح الحزب أنه لم يتدخل في الإشتباك وأن على “الصهاينة إنتظار العقاب على جريمتهم”!.
هنا يعود الإسرائيليون واللبنانيون إلى الترقب. ويسجّل جيري “انتصاره” على طوم، وإلى الفقرة القادمة من المسلسل!.
د. هادي عيد