نريد خشبة الخلاص!
هل تعتبر الحالة التي وصلنا إليها، هي حالةٌ مألوفةٌ؟!
فالمألوف عنوانٌ ينادي به جميع المرشّحين للانتخابات النّيابيّة، والويل لمن يعارض كلمة مألوفٍ وكأنّ الشّعارات الانتخابيّة باتت رهينةً للمألوف المنتظر لدى معظم المرشّحين، والأغرب من ذلك، أنّ اللّوائح على ” مدّ عينك والنّظر”، بينما المطلوب هو : “أحبّوا بعضكم بعضًا”.
أيّ نوعٍ من الحبّ يا أيّها الأحباب؟ وخصوصًا أنّ شعاراتكم كلّها متشابهةٌ ومتناقضةٌ في الوقت نفسه.
من يحبّ من؟ ومن لا يحبّ من؟ فالإجابة من سابع المستحيلات عند كلّ مرشّحٍ ينادي أنا أو لا أحد.
أيعقل أنّ الذين دافعوا عن الوطن، وعن أرزه، وعن صموده، يصبح ترشيحهم يوازي ترشيح كلّ من نادى باسم الثّورة وعلى حساب الثّورة؟! أُناسٌ لم يعرفوا من مآسي لبنان غير القصص، والأخبار المتداولة بين أهلهم، وفي داخل القاعات و”الصالونات” كما يقال.
المثل يقول: “أكبر منّك بيوم أفهم منّك بسنة” أين أنتم من هذا المثل بالمقارنة مع التّضحيات التي دفعها شبابنا دفاعًا عن لبناننا العظيم.
أهكذا تدار الأكتاف للشّهداء؟ أهكذا يصبح شعار ” إلغاء الطّائفيّة عند معظم المرشّحين مفتاحًا انتخابيًّا، يتباهون به ولو على حساب شهدائنا الأبرار؟ الذي يحبّ لبنان، يجب أن يحبّ شهداءه، ويعترف أمام يسوع المصلوب أنّ الخلاص الحقيقيّ لا يتحقّق إلاّ عن طريق الشّهادة الحقيقيّة.
الانتخابات النّيابيّة إذا لم تعترف وتُنصف كلّ من دفع قطرة دماءٍ تجاه لبنان، وتجاه جبله الشّامخ، تكون انتخاباتٍ باطلة.
نكران الجميل ليس إلاّ من شيم المبغضين، فالذي شعاره لبنان أوّلاً وثانيًا وثالثًا، هو الذي يجب الاتّكال عليه، حكّموا ضمائركم، فوحدها حكمة الحكيم المصانة من دم الشّهداء، التي شربت سمَّ السّجن ولم تغيّر مسارها، هي التي سترفع راية الخلاص، وستتجلّى مع نتائج الصّناديق الصّادقة، التي همّها خشبة الخلاص وليس خشبة العار.