هل تلقّن بري درس ماكرون؟
وفجأة امتشق بري مطرقته من جَيبه وأعلن انه “أكثر تصلبا الآن في اجراء الإصلاحات فورا من خلال برنامج عمل انقاذي”. لا ندري ان كانت مناورة جديدة من امبراطور البرلمان لكننا نعتبر انه، إذا كان صادقا بقوله، يكون قد تلقى رسالة الرئيس الفرنسي ماكرون كما يجب. وإلا لماذا أدرج كلمة الآن؟ فهل الإنقاذ لم يكن ملحّا من قبل؟ ام ان في الامر انقاذ عنقه من سَيف العقاب؟اسمحوا لنا ان نتفاءل بل ان نحلم، ولو للحظة، بأن بري بفطنته الأسطورية تلقّن الدرس وسيعمل على اساسه. لكن، هل الإصلاح يتلاءم واعادة الحريري؟
تحقيق نزول!
لسنا ضليعين في العلوم والتقنيات القضائية، لكن بعض الذين يتابعون التحقيق بتفجير المرفأ يخشون تحميل المسؤولية الى موظفين من مستوى معيّن “ونزول”، كونه لم يُستدعى أي وزير او رئيس وزراء او قاض ممن كانوا على علم بالخطر الكبير الذي تشكّله هذه القنبلة الموقوتة. لا يمكننا بعد اتهام أحد بالتخاذل او تسييس الملف، لكن السوابق الشاذة تدعونا اقله الى الحذر والتشكيك.
في بلدي وحوش!
الى من يخفف وطأة الكارثة ليحمي فاسدين نقول: لا يا جماعة ما حدث ليس زلزالا، انها حلقة من مشروع إبادة جماعية لم ولن ينجح. ما حدث ليس تفجيرا وقع خطأ، انه جرم وحشي عن سابق تصميم كان ام عن تقصير. ما حدث ليس مسؤولية حكومة نكرة غارقة في بحر النفايات السياسية، انها مسؤولية منظومة مافيوية تنحرنا على مذبح مصالحها. لا يا جماعة، ما حصل ليس نكبة، انه امتحان جديد لشعب أتقن فن الصمود ولن يُقهر حتى لو أُنهك. شعب لن يستسلم، ولن يقبل بعدالة “أهلية محلية” تحمي المجرمين الكبار.
صَدَق الرئيس السابق سليم الحص بقوله “في لبنان وحوشا تتخطّر بين الناس كالبشر”!
جوزف مكرزل