وبأعْمَالِهم وذنوبِهم يَفْنَوْن!
لنستبدلْ “نظريّة المؤامرة” بتسمية أخرى وهي “البصيرة والرّؤية والحسّ النقديّ”، علمًا أنّ المؤامرة كانت حاضرة منذ نشأة الكون، وقد حاولَ حذف هذا المفهوم أسيادُ هذا العالَم الذين أرادوا التأسيسَ لديانة جديدة وهي “العلْم” أيْ أنّك يا إنسان عليْك وبدون مناقشة الأسباب والنّتائج المحتملة تقبّل أيَّ قرارٍ صادرٍ عن السلطات العليا المحلية والعالمية تحتَ ما يُسمّى بـ “العلم”. ومن هذا المُنطَلَق يتشبّث أكثر فأكثر أصحاب “نظرية المؤامرة” أو بتعبيرٍ آخر أصحاب “البصيرة والرؤية والحسّ النقديّ” بمواقفهم اليَقِظة من هذه النّخبة الموبوءة وهم بذلك يشكّلون بحسب المنطق الذي ينادي به العلماء “الرأي النقيض” أو الـAntithèse.
أصبح الإنسانُ عبئًا على الكوكب، وتتّجه الأمور بالتوازي: بين قدرة الأرض والطّبيعة الأم على احتمال شنائع الإنسان ونهَمِهِ الحقود والذي بلغ حدَّه ولا بدّ من استيقاظ الكوارث الطبيعية انتقامًا لحقوق الأرض والطّبيعة، وما يحصل ليس سوى البداية. وبين ما تحضّره النّخبة الحاكمة الشريرة والتي سعت وتسعى بشتّى الطّرق إلى تقليص البشرية، كنشر الأوبئة (مصدرها مصانع الأوبئة الموزّعة على عدد من الدّول) وهذه النخبة هي أول من سيَفْنَى بأعماله.
وسواها من الحيل والوسائل.
سنكتفي بهذا القدر من الكلام، لأنّ العالم يمرّ خلال هذين اليومين بمرحلة انتقالية مع استلام دونالد ترامب الذي لن تسلَمَ المجتمعات من غطرسته، ولنتذكّر ما حصل في الولاية الأولى (وليست سوى نقطة في هدير التسونامي الآتي).
وفي هذا السياق نتذكّر ما يقول سفر اللاويين 26:39 : “والباقون منكم يَفنَوْنَ بذنوبِهم في أراضي أعدائكم. وأيضًا بذنوبِ آبائهم معَهَم يَفْنَوْن”. وكلام الله في الكتاب المقدس ليس آنيًّا وسياقيًّا بل ينطبق في كلّ زمان ومكان على أيّ كان.
وأمّا عن لبنان، الذي وإن كان قد أمّن نوعًا ما على مستقبله السياسي وألغى الوصاية الإيرانية والسورية والحزبلاوية، فإنّ وصاية أخرى غربية هيمنت مع الطّاقم الجديد، إلاّ أنّ الحقيقة واحدة وغير مجزّأة: لبنان أرض وقفٍ لله وبحسب التسمية الآرامية هو “قلب الله” ما يعني أنّها خطيئة مميتة أن يتحكّم به ولو فرد واحد. لقد وُجد لبنان للحكم الذاتي وليس أن يتحكّم به أحد أيًّا كان حجمه، والآتي قريب!
إدمون بو داغر